القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

كيف يمكن للكسوف الكلي للشمس أن يؤثر على الحالة النفسية؟

77

رانيا فتحي عواد
في يوم الـ 28 من مايو/أيار سنة 585 قبل الميلاد، وعلى ما يُعرف اليوم باسم الأناضول بتركيا، كانت قد مرّت ست سنوات من الحرب بين الميديين (شعب قديم كان يسكن فيما يعرف اليوم بإيران) من جانب، والليديين (مملكة كانت إلى الجنوب مما يعرف اليوم باسم تركيا) من جانب آخر.
وبحسب المؤرخ اليوناني هيرودوت لم تكن هناك في الأفق علامات على قُرب انتهاء تلك الحرب، ولم يكن أي من الطرفين قد حقق انتصارات ملموسة على حساب الطرف الآخر.
ولكن كسوفا للشمس هو الذي وضع نهاية لتلك الحرب الدامية.
يقول هيرودوت: “وبينما كانت المعارك محتدمة، حدث تغيّر مفاجئ حيث انقلب النهار فجأة إلى ليل. ولمّا لاحظ طرفا القتال ذلك توقفا، وأظهر كلاهما جنوحاً إلى السِلم”.

وربما لا نشاهد مثل هذه الدراما كردّ فعل على الكسوف الكلي للشمس الذي يرتقبه سكان أمريكا الشمالية في يوم الثامن من أبريل/نيسان الجاري، لكن بحثا جديدا يقول إن هذا الكسوف الكلي قد يكون ذا أثر كبير على حالتنا النفسية – عبر انتزاعه شعور الذهول.

ويعدّ الكسوف الكلي للشمس أحد ظواهر كونية معدودة قادرة على حبس الأنفاس وانتزاع الذهول البشري.
ويعتمد الأمر على حركة القمر بين الشمس والأرض، ويحدث أن يحجب القمر ضوء الشمس تماما عن الأرض للحظات.
وبحسب البحث، يمكن لمشاهدة مثل هذا الحدث المذهل أن يُشعرنا نحن البشر بالتواضع وأن يلهمنا إلى حاجتنا للتعاطف فيما بيننا.
وقام شون غولدي، باحث علم النفس بجامعة هوبكنز، بتقصّي الآثار النفسية لحادث كسوف الشمس الكلي الذي وقع في سنة 2017.
ويقول غولدي إن مثل هذه الظاهرة قد تدفع الناس كي يصبحوا “أكثر اندماجا في المجتمع”.
الصدمة من ضخامة الحدث
بعد طول إهمال على صعيد البحث العلمي، أصبح شعور الذهول يحظى باهتمام الدراسات العلمية، لا سيما في العقدين الأخيرين.
ويعرف الذهول بأنه شعور بالتعجب والدهشة يثيره إدراكنا لمدى ضخامة شيء نشعر حياله بالضآلة في أنفسنا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات