القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

سلسلة عالم وفكرة الجزء التاسع والأربعون

96

 

كتب د – بدران رياض

العالم : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي

الفكرة : حقيقة العلم وشروط الحصول عليه

لا شك أن العلماء هم ورثة الأنبياء ولا مرية أن علوم النبوة لم تكن مجرد كم هائل من المعلومات ينثرها صاحبها أمام الناس ليصيبهم بالانبهار فيذعنوا له بالعلم ويسلموا بمواهبه فيشار له بالبنان ويروح ويغدو بين والإجلال والتعظيم فينال حظـًا من التبجيل والاحترام فلا يمكن أن تعد هذه النوعية من البشر الهلكى علماء بالمعنى الصحيح للعلم الذي تقوم به وراثة النبوة حق القيام.

فالمعنى الصحيح للعلم يعتمد على الكيف لا الكم أي تأثير العلم في النفس لإصلاحها وحملها على الصلاح والإصلاح لتكون ثمرة العلم ومقتضاه العمل ومن ثَم الخشية ، فقد عرف علماء السلف بأن العلم هو الخشية وهو تعريف ببيان الثمرة والنتيجة له فإذا فقد ثمرته فيتحول إلى معلومات متناثرة تفقد قيمتها الحقيقية ويفقد الموصوف بها دوره في المجتمع بل قد يتحول إلى وبال عليه ليبرر للأقوياء والأغنياء تعديهم لينال منفعة زائلة منهم .

لا شك أن غضب الله تعالى يوشك أن يتنزل على أمة ندر أو انعدم فيها العلماء الذين يجمعون بين العلم والعمل لتكون خشية الله تعالى هى دأبهم ومسلكهم في كل مسارات حياتهم ليقودوا أمتهم إلى بر الأمان ومرفأ النجاة.

فأولئك الذين ضنوا عن أنفسهم الانتفاع بالعلم عن طريق العمل به وأضاعوا على أنفسهم ثمراته من الخشية والإنابة وانساقوا خلف أهواء نفوسهم وسلكوا مسالك الضالة إنما كانت جهودهم في تحصيله كانت عبث وسدى وأخلدوا إلى الأرض وهجروا ميراث النبوة وانسلخوا عن هديهم فحرموا عزة العلم وأذلوا أنفسهم لغير الله تعالى وصاروا ومن تعبهم في غروا واغترار

إذن العلم المصحوب العمل المنتج للخشية نور يقذفه الله تعالى في قلب العالم بالله تعالى يورثه الاستقامة على النهج النبوي والعلامة الأكيدة لهذا العلم النافع هو الاتباع لسنن النبي وهديه المشرف والابتعاد عن الأهواء والفرار من البدع المضلة.

ومن هنا كانت العبارة الجامعة للإمام الحافظ الذهبي عن العلم “: إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع، والفرار من الهوى والابتداع.

فالعلم إذن ليس بكثرة المعلومات وكمها ولا التباهي بها وإنما بثمراته ونواتجه ونهجه الصراط المستقيم بالابتعاد عن الهوى والبدعة فهو النور الإلهي الذي يقذفه المولى في قلوب من شاء من عباده.

قد يعجبك ايضا
تعليقات