القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الحليب النباتي بديل مثالي في حال التخلي عن الحليب البقري

203

 

نجده محمد رضا 

عندما تزور السوبرماركت فكر في عدم اقتناء عبوة حليب كامل الدسم، وبدلًا عنها اختر حليب الشوفان أو الصويا أو ربما القنب. يُعد إنتاج الحليب البقري كابوسًا بيئيًا، فالأبقار هي أكبر مصدر للتغير المناخي وتلوث المياه؛ إذ تضخ البقرة الواحدة نحو 100 كيلوجرام من الميثان في الجو كل عام، والذي يدفئ المناخ 28 مرة أكثر من ثاني أوكسيد الكربون. وينتج المزيد من الميثان من تحلل براز البقرة، وملوثات أخرى منها الأمونيا. ويحتاج الحليب البقري مساحة توازي 12 ضعف المساحة التي يحتاجها حليب الشوفان، كما يستهلك 23 ضعف كمية المياه التي تستهلكها الصويا. وبحسب “الصندوق العالمي للطبيعة” (worldwildlife) يستهلك إنتاج غالون واحد من الحليب البقري 144 غالونًا من الماء، يذهب معظمها لإنتاج غذاء الأبقار.

يعشق الملايين حول العالم حليب الأبقار، فهو مصدر غني بالبروتين؛ فضلًا عن أن البقرة حيوان لطيف. وقد نجح قطاع الحليب البقري في الولايات المتحدة في تقليل أثره البيئي من خلال تقليل عدد الأبقار وزيادة إنتاجها من الحليب، لكن المنافسة تحتد مع أنواع الحليب النباتي. بحسب تقرير قطاع الغذاء النباتي لعام 2021، ارتفعت مبيعات الحليب النباتي في الولايات المتحدة بواقع 4 بالمئة. ويتميز الحليب النباتي بتأثيراته البيئية المحدودة مقارنة بالحليب البقري، حتى تلك المُنتجة من محاصيل تستلك القدر الأكبر من الأرض والماء. وتؤكد “بريرا بانيسكو” من “معهد الغذاء الجيد” الذي أعدّ التقرير المذكور: “الحليب النباتي صديق للبيئة في جميع الجوانب بلا استثناء”. إذ يُعد الحليب البقري أسوأ الخيارات البيئية من ناحية غازات الدفيئة واستهلاك الأرض والماء. وتتمتع الخيارات النباتية بميزات وعيوب، لكنها جميعها أقل أثرًا على البيئة من حليب الأبقار.. لنطلع على ميزات وعيوب كلٍ منها.

اللوز

الميزات: أفضل خيار نباتي من حيث إنتاج غازات الدفيئة، فهو ينتج غازات أقل من الأرز والشوفان والصويا، وذلك لأن بساتين اللوز تحبس ثاني أوكسيد الكربون.

العيوب: يستهلك إنتاج اللوز أكبر قدر من الماء، إذ يتطلب إنتاج لوزة واحدة في كاليفورنيا ثلاثة غالونات من الماء. ويأتي 80 بالمئة من إنتاج اللوز العالمي من كاليفورنيا التي تعاني من الجفاف وشح الماء. ويُعد تلقيح اللوز مَهمة شاقة، حيث يتطلب 70 بالمئة من كافة النحل التجاري في الولايات المتحدة لإنجاز المهمة. وتموت أعداد كبيرة من النحل لأن العمل الشاق يزيد تعرضها للمبيدات والأسمدة.

جوز الهند

الميزات: يتفوق جوز الهند في مجال كمية المياة المطلوبة لإنتاجه. كما أن مزارع جوز الهند تنتج قدرًا قليلًا من غازات الدفيئة، حيث تحبس أشجاره الكربون مثل معظم النباتات.

العيوب: يُزرع جوز الهند كمحصول وحيد، ما قد يؤثر في جودة التربة والتنوع البيئي. كما أن إنتاج جوز الهند يؤدي بحسب تقارير إلى إزالة الغابات في المناطق الاستوائية، حيث يتم إنتاجها، ويؤدي شحنها إلى مناطق أخرى من العالم إلى حرق الوقود الأحفوري. وهناك مخاوف أخرى تتعلق بحقوق العمال والحيوان في مناطق إنتاج جوز الهند.

الشوفان

الميزات: يتميز الشوفان في عدة جوانب. وتشير دراسة إلى أن الشوفان ينتج غازات دفيئة أقل بواقع 80 بالمئة، ويستهلك مساحة أرض أقل بواقع 80 بالمئة، ويستهلك طاقة أقل بواقع 60 بالمئة، كما ويستهلك قدرًا من الماء يعادل 18 بالمئة من استهلاك الأرز، و13 بالمئة من استهلاك اللوز، و7.5 بالمئة من استهلاك الحليب البقري.

العيوب: يُزرع الشوفان كمحصول وحيد، لكن معظمه يذهب لإطعام الماشية، وليس لإنتاج حليب الشوفان. كما وجد تقرير “مجموعة العمل البيئي” لعام 2018 وجود مبيد “غلايفوسيت” في جميع المأكولات التي تحتوي على الشوفان. لكن “أوتلي”، أكبر منتج لحليب الشوفان، تقول أن مورديها لا يستخدمون هذا المبيد.

الأرز

الميزات: يتطلب الأرز مساحة أرض أقل من الصويا أو اللوز، وأقل بكثير من الحليب البقري.

العيوب: يستهلك الأرز نفس قدر الماء الذي يستهلكه اللوز. ويتجاوز إنتاجه لغازات الدفيئة كافات أنواع الحليب الأخرى، باستثناء الحليب البقري، وذلك لأن البكتيريا التي تنمو في حقول الأرز تنتج الكثير من الميثان.

الصويا

الميزات: ينتج حليب الصويا نفس قدر الغازات الذي ينتجه حليب اللوز، لكنه يستهلك حوالى عُشر مقدار الماء. وتقول “دورا مارينوفا”، أستاذة الاستدامة لدى “جامعة كورتين” في غرب أستراليا: “الصويا نبات معجزة يحتوي على كافة الأحماض الأمينية التي يحتاجها البشر، ويساعد في تثبيت النتروجين في التربة”.

العيوب: أكبر مشكلة تواجه الصويا هي مكان تواجدها، حيث تُسهم في إزالة غابات الأمازون. وقد وجدت دراسة أن كوب حليب صويا يحتاج إلى ميل مربع من الأرض. وتقول بانيسكو أننا يجب أن نتذكر أن معظم الصويا تذهب لإطعام الماشية. من كل 15 سعرة حرارية تحتويها الصويا، تذهب 14 منها لإطعام الأبقار، وسعرة واحدة للبشر، لذا يمكننا تخصيص هذه السعرات للبشر فقط لتوفير مساحة الأرض.

ويُعد القنب النجم الصاعد في هذا المجال إذ تقول “ديانا بوجيفا” زميلة مارينوفا عنه أنه سيغير قواعد اللعبة. إذ يحتاج القنب إلى كمية ماء تفوق الكمية التي تحتاجها الصويا، وأقل من اللوز والحليب البقري. وتحسن جذوره العميقة جودة التربة، ويخلق حوله ظلًا يمنع تكاثر الأعشاب الضارة والحاجة إلى الأسمدة. وتدخل أجزاء النبات التي لا تستخدم في إنتاج الحليب في صناعات أخرى مثل الأقمشة والورق وبدائل البلاستيك. تقول بانيسكو أن الصويا والشوفان والقنب هي الخيارات الأفضل بسبب استهلاكها المعتدل للماء. وتشير إلى ضرورة استهلاك المحصول كاملًا لتقليل هدر الغذاء. وتؤكد مجددًا: “في جميع الجوانب، يتفوق الحليب النباتي بكافة أنواعه على الحليب البقري من وجهة نظر بيئية”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات