القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تقنية حديثة تكشف تفاصيل وفاة صياد غرقًا قبل 5 آلاف سنة

105

 

نجده محمد رضا
تمكن باحثون من تحديد أسباب وفاة رجل عاش في تشيلي قبل نحو 5 آلاف سنة من خلال بقايا هيكله العظمي، وذلك عن طريق تقنية طب شرعي حديثة. هذا التطور المذهل في القدرة على تحليل البقايا البشرية وتحديد أسباب الوفاة يفتح آفاقًا جديدة أمام العلماء، ما قد يمكنهم من دراسة آثار كوارث التسونامي السابقة للتاريخ المسجل.
عندما يغرق الإنسان، فإن المياه تغمر رئتيه وتتدفق إلى بقية جسده؛ حتى تتسلل أخيرًا إلى الأوعية الدقيقة ضمن العظام وصولًا إلى النخاع. تنتشر في المياه كائنات مجهرية وطحالب ميكروسكوبية أحادية الخلية يُطلق عليها “دياتومات” تودع أيضًا مع المياه في نخاع الضحية الغارقة. يستطيع علماء الطب الشرعي الآن إجراء فحص “الدياتومات” لتحديد ما إذا كانت هذه الطحالب موجودة في نخاع العظم، وبالتالي معرفة ما إذا كان الشخص ضحية غرق. ولا تتطلب هذه التقنية الجديدة إزالة نخاع العظم، كما في السابق، إذ تحتاج لكمية أقل من المواد الكيميائية ما يعني حفظ نخاع العظم والقدرة على كشف مخلوقات مائية دقيقة أخرى عدا عن الدياتومات. أيقن العلماء أن هذا الفحص يمكن إجراؤه على بقايا تعود لآلاف السنين.

من خلال تحليل أولي للبقايا البشرية، قُدر أن صاحب الهيكل العظمي كان صيادًا للأسماك، وذلك من خلال تآكل العظام بما يوحي أن الرجل كان يجذف لفترات طويلة.
عالم الجيولوجيا بجامعة “ساوثهامبتون” في المملكة المتحدة “جيمس غوف”، والناشر للدراسة حول هذه التقنية الحديثة كان أول من جرب هذه التقنية على بقايا بشرية تعود لنحو 5 آلاف سنة، حيث عُثر على بقايا الهيكل العظمي ضمن موقع أثري ساحلي مدفونًا في صحراء أتاكاما شمال تشيلي. من خلال تحليل أولي للبقايا البشرية، قدر زميل غوف أن صاحب الهيكل العظمي كان صيادًا للأسماك، وذلك من خلال تآكل العظام بما يوحي أن الرجل كان يجذف لفترات طويلة. أثارت طريقة الدفن أيضًا تساؤلات في ذهن غوف؛ إذ يشير الذراعان إلى اتجاهين مختلفين، واستُبدلت بعض فقرات العنق بالأصداف.

ولم تُظهر نتائج المسح المجهري أي دياتومات في النخاع، لكنها كشفت عن أنواع أخرى من الطحالب المجهرية وبيض كائنات طفيلية ورواسب تؤكد أن هذا الصياد قد مات غرقًا. أُجري الفحص على بقايا بشرية أخرى مدفونة في الموقع ذاته؛ ولم تكشف عن آثار لكائنات بحرية في النخاع ما يدل على أن هذا الصياد قد توفي في حادث فردي، ولم يكن ضحية كارثة تسونامي. سيقوم العالم جيمس ورفاقه بتطبيق هذه التقنية الجديدة على البقايا البشرية الأثرية المدفونة قرب مناطق ساحلية لتحديد ما إذا كانت هناك ظاهرة غرق جماعي؛ وبالتالي قد يكون السبب كارثة تسونامي غير مسجلة. هذه الخطوة الجريئة سوف تسهم في فهم أثر كوارث التسونامي على البشر الذين عاشوا في مناطق ساحلية قبل التاريخ.

قد يعجبك ايضا
تعليقات