القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الإهمال يغتال حياة الفقراء فى مستشفى حلوان العام قصر الخديوي توفيق تحول من مستشفى إلى بيت للأشباح والمجرمين

97

 

تحقيق السيد عيد ـــ تصوير أحمد عبد العزيز

فور أن تطأ قدميك مستشفى حلوان العام تكاد تتمنى أن تخرج منها على قدميك فالداخل مفقود والخارج مولود

هذه الجملة تنطبق على مستشفى حلوان العام “المستعصية”؛ فأسوارها الخارجية محاطة بتلال من القمامة والمخلفات الطبية التي تكاد رائحتها الكريهة تقتل المرضى، جدران تعاني من التآكل، كابلات كهربائية ملقاة أمام المارة، ممرات ضيقة يغلب عليها الظلام الدامس، سلالم متهالكة”.

“وغرف استقبال بأَسِرة بالية إن دخلتها ستخرج منها إما حاملًا للأوبئة من كثرة الإهمال المنتشر بها، أو تحتاج للعلاج النفسي مما تلقاه من المعاملة السيئة التي يلقاها المرضى من العاملين بالمستشفى، بالإضافة إلى المعاناة التي يشعرون بها حتى يحصلون على تذكرة الكشف بعد طابور طويل وزحام أمام العيادات

هذا هو حال واحدة من المستشفيات الحكومية، التي تجولت عدسة “القاهرية” داخلها وخارجها لترصد كم الإهمال المتفشي بها وحجم المعاناة التي يعانيها المرضى، وتتعدد المستشفيات الحكومية ويظل تقاعس المسئولين والإهمال السبب في تحويلها لمبان أشبه بـ “المهجورة” !!

المرضى يشكون الزحام وسوء الخدمة.. والأطباء يشكون ضعف الإمكانات وقلة الرواتب..

فالمرضى المترددون على المستشفى يشكون من الأوضاع المتردية فى أغلب الأقسام ويشكون من طول الانتظار فى طوابير العلاج، ويشكون من سوء معاملة مقدمي الخدمة هي أكثر المفردات تردداً على ألسنة كل المرضى المترددين على المستشفى، والغريب أن الأطباء يشكون أيضاً من زيادة عدد المرضى مؤكدين أنها تفوق كل المعايير الدولية.

وأنت تسير بين جنبات العيادات قد تجد مرضى اتخذوا من الأرض مكانا للاستراحة، وقد تجد غيرهم وقد انتظروا أكثر من ساعتين لتلقى الخدمة الطبية،

الفساد متعدد الأطراف والمستويات يبدأ منذ لحظة دخول المريض المستشفي وأول انطباع له يكون سوء المعاملة إلى جانب العاملات اللاتي يطفن حول المريض ومن معه للدعاء له وتغيير الفرش ووضع كيس في سلة المهملات ولابد وان يكون مع المرافق خزينة بنك لإرضاء كل من يدخل عليهم لننتقل إلى المستوي الثاني من الإهمال في فريق التمريض غير المدرب فليس لديهم الخبرة الكافية ولم يحصلوا علي أي دورات تدريبية أو ثقافة طبية حديثة بالإضافة إلى مشاكلهم الشخصية التي تنعكس علي المرضي والتحدث مع زملائهم بالساعات وترك المريض دون رعاية بل يصل الإهمال إلى التأخر في إعطاء المريض الدواء بالساعات عن مواعيده المحددة أو إعطاء المريض الدواء ليأخذه بنفسه ولا تعقيب وعند صراخ المريض من تدهور حالته وآلامه يتركوه قائلين سنبلغ الطبيب بالحالة رغم أن بدايات التمريض عند شكوى المريض يجب متابعتهم وإبلاغ الطبيب في الحال وليس بعد ساعات

هؤلاء حولوا مهنة الطب من مهنة سامية يمارسها ملائكة الرحمة إلى تجارة غير إنسانية يمارسها مقاولون وشياطين الإنس فكل هذا الفساد الطبي المستمر والمنتشر بجميع المستشفيات أساسه الإهمال الإداري بمعني إذا كانت إدارة المستشفي لم يكن لديها دراية كافية بكل كبيرة وصغيرة تحدث فهي إدارة ضعيفة ولا تستحق مكانها لاعتمادها علي موظفين دون خبرة وغير متواجدين على مكاتبهم يديرون المستشفي لحسابهم فتحدث السرقات والإهمال والأخطاء

” عجز كبير في أعداد الأطباء والمستلزمات الطبية ”

العجز أيضا فى كل شيء بها أطباء ومستلزمات طبية وعدم تقديم خدمة صحية لأهالي حلوان من خلال المستشفى رغم أنها تخدم حلوان وجميع المناطق المجاورة وخاصة الطرق السريعة التى تشهد حوادث بشكل متكرر

فبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد شهدت المستشفيات الحكومية تراجعًا كبيرًا خلال السنوات العشرة الأخيرة بلغت نسبتها 55%، وفسر البيان هذا الانخفاض الكبير بتحويل مستشفيات التكامل إلى وحدات رعاية أساسية وحدات صحية.

بل إن هناك بعض المحافظات على مستوى الجمهورية تعاني من عجز شديد في عدد المستشفيات الحكومية بها قياسًا بعدد سكانها، فمثلًا محافظة المنيا التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من 6 ملايين نسمة، بها مستشفى واحد لكل 172 ألف مواطن، كما أن هناك محافظات بأكملها لا يوجد بها أكثر من 5 مستشفيات مثل محافظة مطروح وتعدادها أكثر من نصف مليون مواطن.

مستشفي حلوان العام هي مؤسسة للعقاب والسطوة والسيطرة علي المواطنين وإخضاعهم وليست مؤسسات للخدمة والرعاية، وأشعر بحالة من عدم الرضا حين أتطلع إلي وجوه الناس وهم يذهبون ويحضرون في أسي وغضب للتقصير والإهمال فى حقهم

أما الكارثة الحالية التي نواجهها لحظة كتابة هذه الكلمات ، أن الطوارئ هناك مأساوي بمعني أن الناس ملقاة علي الأرض والحال أشبه بمستشفيات الحروب والمآسي الكبرى ،

“حلوان ليست على خريطة الإصلاح .. وهناك تقصير وإهمال صحي بحلوان لا يجوز الصمت عليه إطلاقا”

كارثة الإهمال وانعدام الإنسانية لن تكون الكارثة الأخيرة داخل مستشفى حلوان العام فحلوان ليست على خريطة الإصلاح، المرضى يتضررون فكم من فقير كل همه فى الحياة هو لقمة تقيم صلبه إنه الفقير يا سادة، هذا حال الغلابة وهذه حكايتهم التى تتكرر كل يوم معنا فكم من مريض ذهب إلى مستشفى حلوان العام فيموت ويموت معه كل ضمائر مسئولين مستشفيات الصحة والرقابات المنوطة حماية المرضى من المخاطر. مازالت الكوارث والإهمال يتصاعد فى تلك المستشفيات . فهل هذه هى الرحمة ؟ وهل هذا هو دور تلك المستشفيات مع الفقراء؟ كل هذه القسوة وكل هذا الإهمال ووزارة الصحة مازالت نائمة … الغلابة من المرضى يفترشون الأرصفة أمام المستشفيات وبين الطرقات أمام العيادات فأين الجهات الرقابية فحياة العديد من البسطاء فى خطر؟ وأين النواب من هذا الإهمال ؟ وأين وزير الصحة من كل هذا الإهمال ؟ أكتب وكلى حزن على ما وصلنا إليه من إهمال أكتب وبكل قسوة ممكنة أريد محاسبة كل مقصر فى حق الغلابة أخاطب الإنسانية التى بداخل كل مسئول للتحرك فورا ومحاسبة كل من تسبب فى هذا الإهمال

“قصر الخديوي توفيق تحول من مستشفى حلوان العام إلى بيت للأشباح والمجرمين”

اشتهرت حلوان قديما بأنها مدينة الجمال لكثرة حدائقها، ووجود عيون حلوان الاستشفائية بها فكانت مقصدًا للملوك والأمراء والسلاطين ورجال الدولة على مر العصور للشفاء من الأمراض والتنزه، وعندما انتشر وباء “الطاعون” في مدينة الفسطاط، تم بناء الوحدات الصحية فيها، ومن بينها قصر “الخديوي توفيق“، الذي تحول بعد ذلك إلى مستشفى حلوان العام أو كما كانوا يطلقون قديما عليها “المستعصية”

ببناية ضخمة ذات طراز معمارى فريد دل على قدم تاريخها الذي يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر، « قصر الخديوي توفيق» هكذا يعرّفه سكان شارع الجبل بمدينة حلوان، حيث أحد الشوارع الذي يطل عليه المبنى الواقع فى الجهة الخلفية من مستشفى حلوان العام، ظهرت عليه ملامح التخريب التى طالته على مدار عقود طويلة مضت، فكانت مداخله خالية من أبواب تحميها، كما خلت جدرانه المرتفعة من نوافذها التى لم يبق منها إلا آثارها، ورغم الأهمية التاريخية التى قد يبدو عليها «القصر» إلا أن أحداً لم يكن يتولى حراسته من اللصوص ومن كل باحث عن مأوى لفعل كل ما هو مخالف،

بقايا مبنى ضخم يقف شامخ صامد وسط صخور وقمامة وأطلال التاريخ، غرفه بلا شبابيك، حوائطه متهالكة وآثار الزمان نهشت معالمه الخارجية التى تداعت ولم ترحمها، يقع بالقرب من مستشفى حلوان العام قصر أثري يتحول حين يعم المساء لبيت للأشباح يخشاه المارة ويسكنه البلطجية والقتلة ومتعاطوا المخدرات.

يعود هذا المبنى المنقسم لقصرين للخديوي توفيق والوالدة باشا “أم الخديوي إسماعيل”، والذي كان يتخذه مكانًا للإقامة فيه في بعض أوقات السنة ويعقد اجتماعاته الحكومية به والآن تحول لعقد اجتماعات المتشردين والبلطجية لممارسة الرذيلة وتعاطي الممنوعات ويطلقون عليه سكان المنطقة “القصر المهجور”، والكثير لا يعلم سوى أنه كان مستشفى حلوان القديمة.

غابت مهابة السلطة والتاريخ العريق واندثرت وسط خراب وقمامة وإهمال، فحين تشاهد مسلسلًا تاريخيًا تكتشف مدى فخامة القصور الخديوية، لتدرك مدى الجرم الذي ارتكبته كل الحكومات والأنظمة التى حكمت في تلك الفترات وتركتها مرتعًا للمجرمين.

ففي بداية جولة محرري القاهرية بمنطقة الآثار المهجورة بحلوان اكتشفنا تحول المكان الأثري لوكر للمخدرات، ورغم التحذيرات العديدة بعدم الدخول من قبل بعض الأهالي ألا أننا قررنا خوض التجرية وكشف أسرار ذلك المبنى ومشاهدة عالمه.

وخلال تجولنا داخل القصر على بعد أمتار من مستشفى حلوان العام، اكتشفنا وجود مدرسة تمريض للبنات، وهو الأمر المثير للدهشة ويدفع للتساؤل من أتى بتلك المدرسة في هذا الموقع..مستشفى تمريض للبنات أمام قصر مهجور ومرتعًا للبلطجية.

نريد محاسبة كل من ساعد فى هذه الكارثة وحتى لا تتكرر مره أخرى . نريد محاكمة عاجلة لكل من مات ضميره داخل منظومة الصحة . الغلابة يستغيثون فهل من مجيب ؟؟؟

فبعد أن سكنته الأسرة المالكة وصعدت على سلالمه علية القوم الآن تحول لبيت أشباح ومجرمين.

فهل سيهتم أحد من وزارة الآثار والداخلية لإنهاء تلك المهزلة التى كثيرًا ما كتب عنها وصورها البعض ولا حياة لمن تنادي أم سيبقى الحال على ما هو عليه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات