القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

دار الحكمة المصرية

112

د. إيمان بشير ابوكبدة

دار الحكمة، كانت مركز ثقافي أسسه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله عام 1004 ميلادية 395 هجرية حيث أراد لها أن تكون أفضل من بيت الحكمة الذي ببغداد. 

وقد زود الحاكم هذه الدار بمكتبة عرفت باسم دار العلم وحملت إليها الكتب من خزائن القصور ومن مصادر متعددة. فكانت فيها كتب نفيسة ومخطوطات نادرة في الدين والآداب والعلوم بفروعها المتعددة، كما أمدها الحاكم بأمر الله بكل مستلزمات النساخين من أقلام ومحابر وورق. وأقيم لها قوام وخدام وفراشون وغيرهم. وكانت دار الحكمة تزخر دائما بالفقهاء والقراء والنحاة والفلكيين والأطباء. وظلت دار العلم مفتوحة ينتفع الجمهور بما فيها من الكتب إلى عام 1123 م حيث أمر الوزير الأفضل أمير الجيوش بدر الجمالي بإغلاقها بعد اختفاء الحاكم بأمر الله و القبض على  حميد بن مكي الأطفيحى  و زميله بركات بتهمة إفساد عقول الشباب.

لكن بعد وفاة الوزير الأفضل أمر الخليفة الآمر وزيره المأمون البطائحى بفتح الدار. لكن فى سنة 1123 قفلت مرة أخرى بعدما فشلت فى فى تأدية دورها فى نشر المذهب الإسماعيلي الذي كان مذهب الحكام الفاطميين.

ثم أمر الخليفة الآمر بأحكام الله بفتحها فى مبنى جديد بجنوب القصر الشرقى جنب باب تربة الزعفران وأشرف على إدارتها داعى الدعاة أبو محمد بن آدم. لتصبح دار الحكمة المقر الرسمى للدعوة الفاطمية حتى سقوط الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي سنة 1171.

وتذكر المصادر أنها حوت 1.600.000 مجلد ضمت (6500) مخطوطة في الرياضيات و(18.000) مخطوطة في الفلسفة وكان الدخول إليها والاستنساخ والترجمة مجانا. 

دار الحكمة في القاهرة لم تفتح أبوابها للجماهير إلا بعد أن فرشت وزينت وزخرفت وعلقت على جميع أبوابها وممراتها الستور، وعين لها القوام 

والخدم وكان عدد الخزائن فيها أربعين خزانة تتسع الواحدة منها لنحو ثمانية عشر ألف كتاب، وكانت الرفوف مفتوحة والكتب في متناول الجميع، 

ويستطيع الراغب أن يحصل على الكتاب الذي يريده بنفسه ما تيسر له

 ذلك.

نهب العثمانيين بعد ما غزو مصر سنة 1517م كل كتب مكتبة دار الحكمة و نقلوها إلى تركيا مع المنهوبات التي قاموا بسرقتها من مصر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات