القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

صراع وأطماع

158

بقلم _ وليد درويش

إن موقع السودان الإستراتيجي وغنى موارده وثرواته الطبيعية جعله أحد محاور التنافس الإستعماري القديم في أفريقيا وظل يمثل أحد أطماع الإستعمار الحديث خاصة بعد أن شحت وندرت موارد الأرض الطبيعية وأصبحت مشكلة الغذاء في المستقبل هاجسا يؤرق العالم المعاصر .

والسودان مساحة شاسعة تبلع ١٨٨٢٠٠٠ كم مربع صالحة للزراعة مما جعل السودان يسمي بسلة غذاء العالم وهي الأولي عالميا بإنتاج الصمغ العربي بنسبة ٨٠٪ للإنتاج العالمي ناهيك عن موارد زراعية كالسمسم والقطن والفول السودانى 

وبها ثروات معدنية كالذهب والفضة والحديد والمنجنيز والرمال السوداء وكذلك بترول وغاز طبيعي 

ويبلغ تعداد سكان السودان حوالي ٤٥.٧ مليون نسمة في آخر إحصاء لعام ٢٠٢١  

ويحد السودان سبع دول شمالا مصر وليبيا جنوب الشرق أثيوبيا وإريتريا وجنوبا جنوب السودان وتشاد من الغرب .

وقد حدثت في السودان عدة انقلابات وآخرها علي عمر البشير وتولي المجلس العسكري زمام الأمور لإدارة شئون البلاد إلي أن شب صراع بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والبرهان قائد الجيش والمجلس العسكري مما ادي إلي حرب مستعرة بين الأطراف ونزوح الملايين من السكان للدول المجاورة 

وبالنظر إلي تطور الصراع فنجد أن أطرافا خارجية تأجج الأزمة وذلك لأهداف معلنة وأخري غير معلنة ومن الدول التي لها تدخل في هذه الأزمة نجد الإمارات وروسيا وأوكرانيا وتركيا والسعودية ومصر وإيران وأثيوبيا بشكل واضح ودول أخرى غير معلنة لكن لها تواجد فلكل دولة لها مصلحة وداعمة لأحد أطراف الصراع فنجد أن روسيا والإمارات وأثيوبيا تدعم حميدتي ومصر والسعودية وتركيا وإيران تدعم البرهان أما عن بعض الخبراء الأوكران وتواجدهم مع الجيش السوداني فهو أسوة بفاجنر أما عن الولايات المتحدة وانجلترا وإسرائيل فلهم مخطط آخر وهو تفتيت السودان للسيطرة عليه وموضع قدم للنفوذ الصيني المتزايد وهواجس الولايات المتحدة الأمريكية من قاعدة بحرية روسية محتملة علي البحر الأحمر

ودعم أثيوبيا لحميدتي طمعا في إقليم الفشقة وإيران لموقع قدم في أفريقيا لأنها المستقبل الواعد وكذلك تركيا وأحلام إحياء قاعدة سواكن علي البحر الأحمر وتأمين مصالحها بليبيا أما السعودية فلها استثمارات ضخمة تريد المحافظة عليها كذلك تعتبر السودان الجار الغربي للمملكة أما عن مصر 

فهي تريد الإستقرار وسلامة أراضي السودان الشقيق وتأمين العمق الاستراتيجي الجنوبي ووقف الهجرة واللجوء كذلك ملف سد النهضة الإثيوبي فالسودان ركن أصيل في الإتفاق .

الإستقرار والأمن هو من أهم دعائم التقدم كذلك هو بمثابة درع يحمي الأوطان والشعوب من شبح التقسيم والسقوط في مستنقع اللا عودة . حفظ الله مصر

قد يعجبك ايضا
تعليقات