يومياتى مع مريم ( 3)

كتبت/ رانده حسن
أختصاصي نفسي
أصبحت فى موقف لا أحسد عليه ، ابنتى منهارة عصبيا ونفسيا ومعنويا ، فاقدة الثقة فى كل الناس الموجودة بالشارع والمحلات التجارية ، لا تطيق النظر إلى أى شخص ، لا تنفك من البكاء حتى أصبحت عيناها ملتهبة واحمرار شديد ،وبعد قليل تنتفض وترتعش .
هذه أول صدمة لها فى الحياة الواقعية اليومية الحياتية ودرس قاس عليها وعليا أيضا ، كيف سأتصرف ؟!
أننى استشاط غيظا ولا أستطيع فعل شىء أو توجيه لوم وعتاب أى كلمة تخرج منى سيكون لها مردود إيجابي أو سلبى عليها مدى الحياة … أعلم ذلك جيدا.
فماالعمل …اللهم دبر لى الأمر فانى لا أحسن التدبير .
كنت أرددها حتى تهدأ وأهدا أنا أيضا.
أفاض عليا الله بكرمه ، أن ابنتى بخير وهذا بداية طرف الخيط للعلاج .
مريم حبيبتى :ممكن نهدأ والحمدلله إنك بخير فداكى قدر الله وماشاء فعل.
مربم: تتحدث ولكن لا أفهم حرف من كلامها ، مريم عبارة عن دموع وبكاء هستيرى وانهيار
لكن فهمت فيما معناه ، أرقام الهواتف ، وبياناتها وصورها ، وأرقام أصدقائها ، وملفات المذاكرة …أشياء كثيرة عليه.
كان لابد من التعامل الفورى مع الموقف ، بعد فترة ليست بقصيرة ومناهدة طويلة للغاية أخيرا هدأت العاصفة مريم ، أخذتها بحضنى وربت عليها ،وكان أول شىء الدعم النفسى والإحنواء والكلمات الحانية عليها التى تحتاج إليها ولا غيرها …
غيرت طريقة الكلام معها وأصبح لابد أن تفوق من صدمتها ونتعامل مع أرض الواقع ، وكيف ذلك ؟
اتصلت على رقمها الشخصى ، طبعا مغلق وغير متاح ، هنا تأكدت أنه قد تمت سرقتها وليس ضياعه .

سنذهب إلى قسم الشرطة الأقرب لمكان الحادث (السرقة).
مريم :ماما احنا رايحين قسم الشرطة ليه ؟
أنا:لازم نعمل بلاغ فى الشرطة نوضح أنه اتسرق منك موبايلك ،عليه بياناتك الشخصية وصورك وكل حاجة عنك ، ويمكن يعرفوا يمسكوا اللى سرق .
مريم:هو ينفع يعرفوا مين الحرامى اللى سرق موبايلى ؟
أنا: اطمنى عرفوا أو لا المهم لازم نخلى مسؤليتنا .
مريم: يعنى إيه أنا اللى اتسرقت وكمان نروح نبلغ أنا مش فاهمة حاجة ، وليه نبلغ طالما مش هيرجع ، أنا هموت من الزعل ياماما ؟
أنا: الحزن والوجع إن شاء الله هيروح هياخد وقته ويخلص المهم (نتعلم ) ، شوفى يامريم التليفون بتاعك انت وعليه بياناتك ورقمك ، يعنى ممكن أى حد يعمل أى حاجة مش كويسة ومش محترمة وتكونى أنت لأنه كل حاجة بتاعتك وبإسمك ،وكمان لاقدر ممكن يتورط إسمك فى أو صورك أو أرقام الناس الموجودة عليه فى فعل أو كلام أو أى حاجة مش كويسة ، أما نعمل محضر فى الشرطة بتعرف أنه مش أنت لأنه موبايلك اتسرق نخلى المسؤولية الجنائية.
مريم :محضر بعنى إيه ؟!
أنا:المحضر حاجة كدة زى بلاغ لكن رسمى لأنه بيكتب فى السجلات الرسمية فى الدولة ، هنا قسم الشرطة ،بنقول فيه حصل لنا إيه وبكافة التفاصيل ، لأنه ممكن يوصلوا له .
ذهبنا إلى المنزل أولا وأحضرنا علية الموبايل ثم توجهنا إلى قسم الشرطة .
وصلنا إلى قسم الشرطة
أنا: مريم لوسمحت من غير دموع وبكاء أرجوكى أهدى وكونى قوية ، دة حقك ولازم نتصرف ونعمل اللى القانون قال عليه .
مريم : وهو الناس تسرق ليه مش خايفين من ربنا ، مش خايفين من القانون ،مش حرام عليهم يسرقوا حاجتى .
أنا: حبيبتى أهدى ، أولا حسابهم عسير عند ربنا ، فى القرآن الكريم ربنا أمر بقطع يد السارق والسارقة ، يعنى كدة ربنا مش هيسامح اللى سرق موبايلك ، والقانون أهو موجودين فى قسم الشرطة .
نتوكل على الله جولة داخل قسم الشرطة
لأول مرة مع ابنتى …
يتبع …