القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

خنجر الملك توت عنخ أمون …خنجر الملك الذهبي

128

 

تقرير كتابة _نهال يونس

عثر علي الخنجر داخل لفائف الكتان المحفوظه بداخلها المومياء ملفوفا بغمد ذهبي به نمط من الزنابق والريش ورأس ابن آوى، كما تم العثور على شفرة أخرى منفصلة من الذهب مدفونة مع الملك في المقبرة

يعتبر الملك توت عنخ امون من الملوك التي حيرت علماء الآثار، وخصوصا مقبرته التي تم اكتشافها في عام 1922م ومن ضمن ما عثر عليه في هذه المقبره و حير العلماء هو هذا الخنجر.
.
ويعد اختلاف الخنجر في أنه ليس مصنوع من الذهب والأحجار الكريمه لكن الذي لفت نظر الباحثين أنه كيف يعقل خنجر مصنوع من الحديد يمر عليه كل هذه السنين ويظل بلمعانه ولا يتعرض لصدا.

وما الشئ المدهش في أنه مصنوع من الحديد، رغم أن في قطع مصنوعه من الفضه والنحاس والفيروز؟!

ذلك لان الحديد كان من العناصر النادرة جدا في مصر القديمه اندر من الذهب والفضة نفسهم.
وايضا لان الحديد بيختلف عن غيره من المعادن لان عملية اختزال خام الحديد تحتاج لتجهيزات خاصه ودرجه حراره عالية بتوصل ل 1600 درجه مئوية.

وعلي حسب الدراسات استخلاص خام الحديد لم يحدث بهذا الشكل الا في القرن السادس قبل الميلاد تقريبا يعني بعد عصر الملك توت عنخ امون بحوالي 800 سنه.
لذلك كان هذا الخنجر بتحديد لغز حير الباحثين.

وفي سنه 2016 قامت مجموعه من الباحثين المصريين والايطاليين بفحص هذا الخنجر تحت الاشعه السينيه وهذه الاشعه قادر علي تحديد انواع المعادن المتكون منها الأثر من غير ما تحدث له أي ضرر.

وهنا كانت الصدمة

أثبتت الاشعه أن الحديد الذي صنع منه هذا الخنجر يوجد به نسبه كبيره من النيكل والكوبالت وهذه النسب مختلفه كل الاختلاف عن خام الحديد الموجود علي سطح الأرض
ويظهر السر في أن هذا الحديد «حديد نيزكي» الذي يتميز بسهوله تشكيله وأنه لا يصدا.

والنيازك الحديديه هي التي وفرت للمصري القديم احتياجه واستطاع أن يتفادي صعوبه التعامل مع خام الحديد الموجود علي الارض.

_لذلك استخدموه القدماء المصريين في كثير من ادوات الزينه.

واثبتت الاشعه أيضا أن المقبض المصنوع من الذهب صنع باستخدام مادة لاصقة تعرف باسم الجص الجيري.

_ولم يتم استخدام الجص الجيري في مصر إلا بعد فتره كبيره من ذلك الوقت ولكن وقع استخدامه من قبل الحرفيين في أجزاء أخرى من العالم في ذلك الوقت.

_حيث يقول العلماء أن استخدام الجص الجير كان سائدا بالفعل في منطقة ميتاني والمنطقة الحيثية«إمبراطورية ضمت الأناضول و شمال بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين» في ذلك الوقت.

ويقول الباحثون ان هذا “يلمح إلى أصله الأجنبي”

وهذا الكلام يتماشي مع السجلات المصرية القديمة التي تقرر أن خنجر حديديا بمقبض ذهبي تم إهدائه لجد توت عنخ آمون «أمنحتب الثالث» في حفل زفافه مع ابنة ملك ميتاني في الأناضول، ومن الممكن أن يكون الملك « توت عنخ امون » ورث الخنجر لأنه وقع تناقله عبر الأسرة.

ويبقي هنا السؤال من أين عثروا القدماء المصريين على الحديد النيزكي

التفسير العلمي..

هذا الحديد مصدره نيزك فضائي سقط من السماء بالتحديد من حزام الكويكبات الذي يقع بين كوكب المريخ والمشتري وهذا الحزام يعتبر واحد من أهم مصادر النيازك التي سقط منها الكثير علي كوكب الارض.
وهذه النيازك عباره عن كتل من الصخور والمعادن اصطدمت بسطح الأرض ونشرت اجزاء كبيره من الحديد المنصهر في محيط 2000 كيلو متر حوالين ساحل مصر علي امتداد البحر الاحمر أشهرهم موجود في مدينة دهب، ومدينة مرسي علم.

ومجموعة العلماء الذين قاموا بدراسة الخنجر قالوا ايضا ان المصري القديم كان علي علم بوجود قطع حديد نادره سقطت من السماء الي الأرض في القرن 13 قبل الميلاد ولذلك كان المصريون القدماء يطلقون علي الحديد في النصوص المصرية القديمة بكلمة «با_ إن_ بت» ويقصد بها معدن السماء.

وهنا يظهر سؤال مهم هل الملك توت عنخ امون هو الملك المصري الوحيد الذي استطاعت بعثاته التعدينية ان تكتشف عن هذه الأنواع من المعادن؟

_فالحقيقة أننا لا نستطيع القول ان الملوك التي جاءت قبله أو بعده لم يستطيعوا الوصول
من الوارد أنهم قد يكونوا وصلوا أيضا واستخدموها ونحن لم نتوصل لاكتشاف هذه القطع.

لذلك ستظل هناك اسرار كثيره كانت ومازالت مرتبطة بحضارة أجدادنا المصريون القدماء.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات