القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مستشار نفساني مجاني…فليذهبوا إلي الجحيم

97

كتب -د.حسام حسان 

 

من خلال رحلتي الطويله في نفوس البشر، علمت أن معظم من يرفضون طلب العلاج النفسي، يخشون من نظرة المجتمع التي لا ترحم لكل من لديه اضطراب نفسي علي اختلاف نوعه، أو ثبت دخوله أحد المصحات النفسية.

وعلي هذا فالمجتمع يصف كل من يطلب الخدمه النفسية بأنه مشكوك في قواه العقلية، ويصدر عن أفراده مقولات مثل(خلي بالك دا بيتعالج- عنده ربع ضارب- ربنا يشفي- اصلها مش ناقصة مجانين)، مع اشارات بالوجه أو باليد.

ولان ابشر ليس لديهم نفس القدر من الصلابه النفسية والقدرة علي مواجهة المجتمع، يتنحي معظم من يعانون من اضطرابات نفسية جانباً، ويفضلون التعايش مع مرارة الألم النفسي عن طلب الخدمه النفسية، مسايراً للمجتمع الذي فرض قواعده .

من هنا تأتي هذه التساؤلات: هل المرض النفسي عيب؟ وهل المريض النفسي مشكوك في قواه العقلية بالفعل؟ وهل هو ضعف إيمان؟ وهل يمكن أن تزوج ابنك أو ابنتك لشخص سبق له العلاج النفسي؟.

 

إن الاجابه عن هذه التساؤلات تحتاج لتوفر بعض المعلومات قبل الرد بنعم أو لا، فهناك فرق كبير بين الأمراض العقلية والأمراض النفسية، وهو ما سنفرد له بإذن الله مقال خاص لتوضيح الفرق، ولكن ما يعنينا الآن سواء كان المرض عقلي أو نفسي فهو لا يعتبر عيباً إلا إذا اعتبرنا ان ارتفاع ضغط الدم أو عدم انتظام السكر أو التهاب المرارة عيوباً ينبغي التستر عليها وعدم مواجهتها، ومن اصيب بها قد أصابه غضب من الله وانه يعاقب علي ضعف ايمانه .

أيها السادة افيقوا بالله عليكم ما معني أن نظل نعاني ونتألم خوفاً من رأي مجموعة من الحمقى، فليذهب هؤلاء إلي الجحيم، فهناك متسع لامثالهم من المتنمرين، ولماذا نعلي من شأن الآخر لهذه الدرجة ولماذا علينا ان نعيش جحيمه ثم نفيق علي كارثة انتحار أو جريمة قتل.

لا تسمحوا لهؤلاء أن يجعلوا حياتكم شقاء وعناء لاينتهي، فإذا عانيت من شئ ما كدّر سلامك النفسي فلا تتردد في طلب الخدمة النفسية واجعلها في البداية سراً إن كنت لاتقوى علي مواجهة المجتمع.

وعندما يعود إليك ياصديقي سلامك النفسي وسكينتك ويسألك أحدهم يوماً هل عانيت من المرض النفسي؟ ستكون اجابتك نعم وافتخر .

 

لماذا افتخر وهل هناك ما يدعو للفخر في المرض النفسي سيكون بإذن الله هو موضوع المقالة القادمه

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات