القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

العارف بالله ابا العين

138

كتبت _ وفاء خروبه 

 

هو سيدي إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد
(دسوق 653 هـ/1255 م – 696 هـ/1296) ، إمام سني مصري ، و آخر أقطاب الولاية الأربعة ،
و إليه تنسب الطريقة الدسوقية نسبةً إلى مدينة دسوق بشمال مصر التي نشأ فيها و عاش بها حتى وفاته ، و له العديد من الألقاب ، أشهرها برهان الدين و أبا العينين.

ينتهي نسبه الشريف من جهة أبيه إلى سيدنا الحسين بن سيدنا علي بن أبي طالب عليهما السلام ، وجده لأمه هو سيدى أبو الفتح الواسطي خليفة الطريقة الرفاعية في مصر

حفظ القراءن الكريم و تفقه على مذهب الإمام الشافعي و عشق الخلوة منذ صغره و دخلها للتعبد ، تأثر بأفكار سيدى أبو الحسن الشاذلي ،
و كان على صلة بسيدى أحمد البدوي بمدينة طنطا الذي كان معاصراً له.

و كان سيدي الدسوقي قد تولى منصب شيخ الإسلام في عهد السلطان الظاهر بيبرس
و كان يهب راتبه من هذه الوظيفة لفقراء المسلمين ، كما قرر السلطان بناء زاوية يلتقي فيها الشيخ بمريديه يعلمهم و يفقههم في أصول دينهم ، و هي مكان مسجده الحالي ، و ظل سيدى الدسوقي يشغل منصب شيخ الإسلام حتى توفي السلطان بيبرس ، ثم إعتذر عنه ليتفرغ لتلاميذه و مريديه.

شارك أتباعه في الحروب الصليبية بأمره و إنتشرت طريقته في جميع أنحاء العالم و تجاوز عدد مريديها حالياً أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم و تفرعت منها عشرات الطرق الصوفية

لما شعر بدنو أجله ، أرسل نقيبه إلى أخيه “أبى العمران شرف الدين موسى” الذي كان يقطن جامع الفيلة بالقاهرة ، فأمره أن يبلغه السلام ، و يسأله أن يطهر باطنه قبل ظاهره.
و ذهب النقيب إلى موسى شقيق سيدى الدسوقي ، و دخل عليه المسجد و هو يقرأ على طلابه كتاب الطهارة ، فأخبره النقيب برسالة أخيه ، فلما سمعها ، طوى الكتاب و سافر إلى دسوق ، فلما وصل وجد أخيه تُوفي و هو ساجد ، و كان ذلك عام 696 هـ الموافق 1296 م على أرجح الأقوال ، وتوفي و له من العمر 43 عاماً.

و قد دُفن سيدى الدسوقي بمدينة دسوق محل مولده ، و التي لم يغادرها في حياته إلا مراتٍ معدودة ، و أقام أهل المدينة بعد ذلك على ضريحه زاوية صغيرة ، و توسعت شيئاً فشيئاً فتحولت الزاوية إلى مسجد من أكبر مساجد مصر ، و الذي يُعرف حالياً بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي و يزوره سنوياً أكثر من 2 مليون زائر.

قد يعجبك ايضا
تعليقات