القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إنكار المذاهب والدخلاء على الدعوة

101

كتب_د.فرج العادلي

حينما يقال لهم قال الإمام الشافعي. فيقولون: لا، إن الشيخ فلان بالأمس قال إن هذا الكلام غير صحيح!!

وأنا أقول لهم: إن الشيخ العز بن عبد السلام ( سلطان العلماء.) بجلالة قدره

كان أحد تلامذة المذهب الشافعي، وكان يوجد مثله مئات العلماء والفقهاء في المذهب مثل النووي وابن حجر العسقلاني بل ربما أعلم منه أيضًا كالمُزني الغزالي و…

وابن تيمية رحمه الله بجلالة قدره كان أحد تلامذة المذهب الحنبلي.

ويوجد مثله كثير في المذهب بل وأعلم منه، ومع ذلك أحيانا تقول قال أبو حنيفة، أو مالك أو الشافعي، أو أحمد : _رحمهم الله تعالى_ فيرد عليك أحدهم وكله ثقه ويقول لك: بس الشيخ فلان حفظه الله وأمد في عمره قال غير كدا خالص. !!

ويتضح أن الشيخ فلان لم يدرس في أكاديمية علمية شرعية متخصصة بل ربما له صنعة أخرى يعمل بها ثم دخل في طريق الدعوة والفتوى عنوة !!

وبكل بساطة يتهكم على الشافعية بطبقاتهم والحنابلة بعصورهم وغيرهم من المذاهب على مرِّ أزمانهم .

فتصاب أنت بذهول مهول.

أنا لا أقولُ بعصمة المذاهب ولا بغلق باب الاجتهاد إنما أقول: إن الأئمة الأربعة تلقتهم الأمة بالقبول وعكف على أقوالهم علماء الأرض في مشارقها ومغاربها تحقيقاً وتدقيقًا وتمحيصًا ثم أظهروا لهم إجلالا وإكبارا وإعظاما، فأصبحوا- أئمة المذاهب- ملكا للأمة بل للإنسانية لا ملكا لأنفسهم فقط، وجهودهم أصبحت جهود عصور طويلة وأزمان مديدة لعلماء الأمة قاطبة …

فيجب علينا الأدب مع الأئمة ولا يختلف معهم إلا من بلغ رتبة أحد تلامذتهم على الأقل كالطحاوي مثلا أو خليل أو النووي أو ابن تيمية … وللعلم إن تلامذتهم لا يختلفون معهم

ولأن أحداً لن يبلغ رتبة الأئمة الأربعة كائناً من كان، فكن كأحد هؤلاء التلامذة ثم اختلف كيف شئت.

ثم إن وصلت لرتبة هؤلاء التلامذة، فلن يسعك إلا تعظيم من سبقوك، لأنك ستكون تعلمت، وساعتها أيضا لن تزيد على أن تضيف شيئا أو تلخص مطولاً أو تشرح مجملا أو تبسط مسألة أو ترجح قولآ مما جاء عنهم، لكن لن ترمي بكلامهم عرض الحائط مثل ما يفعل الشيخ الدخيل على الدعاة والعلماء، لأن العلم من أهم ثمراته ثمرة الأدب.

والسلام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات