القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قصر الوالدة باشا بحلوان

300

 

تقرير :-علي البديوي

تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، إذا خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الآثار التى تدل على حرفية وإتقان الفنان المصرى عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة.

بُنى على ربوة عالية أمام نهر النيل، إنه قصر حلوان، أو قصر «الوالدة باشا بحلون»، إذ أقدم الخديو إسماعيل على بناء هذا القصر بعد أن أصيبت والدته «خوشيار هانم» بمرض جلدى، ونصحه الأطباء بأن تبقى في المياه الكبريتية الموجودة بمنطقة حلوان.

ولم يتردد إسماعيل، وقام بإحضار أفضل المهندسين الأجانب لبناء القصر، فقاموا باختيار مكان القصر، والذى يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل والقريبة من المياه الكبريتية، في أجمل بقاع حلوان، وأقيم القصر على مساحة ٨٤٠٠ متر، وأنشئ القصر على مساحة ٤٤٠ مترا فقط، وأمر الخديو بتمهيد الطريق المؤدى إلى حلوان، وهو المعروف الآن بكورنيش النيل، وقام بإعطاء الأراضى الشاسعة المحيطة بالقصر إلى خدم الوالدة باشا، وكانت تعرف باسم «عزبة الوالدة باشا» حدائق حلوان حاليا.
واستخدم القصر فيما بعد ملحقًا للوكاندة «جراند أوتيل»، ليقضى فيه السائحون موسم الشتاء، وفى عام ١٩٣٦ أمر الملك فاروق بتحويل القصر من استراحة فندقية إلى استراحة ملكية ليقضى فيها أوقاته، ثم حولت الاستراحة إلى متحف.
وصمم المبنى المعمارى للقصر على شكل باخرة ترسو على مرسى كبير بجوار سطح النيل، ويحيط بالقصر سور ضخم من الحجر المنحوت، ويتكون القصر من بدروم، ودور أرضى وبرجولة، وتراس بالسطح، ويشتمل على قاعة المدخل التى بها سلم يؤدى إلى صالون بجواره غرفتى النوم، وملحق لكل غرفة حمام، وبجوارهما غرفة للملابس، وقد تم تزويد غرف النوم بأفخر الأثاث والتحف، وتتصل بالغرف فراندة كبيرة مكشوفة تطل على حديقة القصر ونهر النيل، ويلى الغرف الأوفيس، أما الدور العلوى ففيه سلم مزدوج يوصل للحديقة التى تحتوى على جميع أنواع الزهور المخصصة للزينة.
ويحتوى القصر على أثاث في غاية الإبداع والجمال، والذى لا يقدر بثمن لقيمته التاريخية والأثرية، فغرفتى النوم خصصت إحداهما للملك والأخرى للملكة، وتم تزويد كل غرفة بمفروشات وتحف، وتوجد صالتان إحداهما توجد بها مائدة للطعام والتى صنعت من الزجاج الألص البلوى الثمين، هذا بالإضافة إلى الأوانى والفضيات ذات القيمة التاريخية، كما يوجد في الصالة ساعة تاريخية مهداة للخديو إسماعيل من الإمبراطورة أوجينى، وذلك خلال زيارتها لمصر في حفل افتتاح قناة السويس.
كما يوجد بالقصر والذى تحول إلى متحف طاقمان من الفضة المسقاة بماء الذهب الخالص، أحدهما للفاكهة، ومكون من اثنى عشر طبقًا، والآخر للقهوة والمصنوع من الصينى الفاخر المنقوش أيضًا بماء الذهب، وهذان الطقمان كانا من إهداء ملك إنجلترا إلى ملك مصر، كما يوجد بالمتحف صور زيتية لكبار رسامى العالم، إحداها تمثل أسكول محمد على باشا، ويحتوى أيضًا على مجموعة من السجاجيد التى تضارع سجاجيد العالم، فهى صناعة مصرية يدوية، وصنعت بتلقائية وحس فنى متفرد، وتم تسجيل القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية في عام ١٩٩٣ نظرًا لأهميته التاريخية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات