القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بسنت لم تنتحر وإنما قُتِلتْ

98

كتب_ فرج العادلي

بسنت شهيدة بإذن الله تعالى.

ما حدث لهذه الفتاة ابنة الأزهر الشريف، التي أوشكت على مفارقة سن الصبا، والدخول في سن الشباب يعدُ قتلًا بالتسبب، وهو يدخل في القتل العمد كما هو مذهب أهل المدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام.

لأن الشرف في البلاد الإسلامية خاصة العربية يساوي الروح، وتراق من أجله الدماء كما هو معروف للجميع ومنهم الجناة المجرمون

فمن يُقدم على فعل هذا فإنه يعد قاتل عمد مع سبق الإصرار والترصد لعلمه بالآثار المترتبة عليه.

وكل شيء يؤدي إلى شيء يأخذ حكمه ويقينًا لولم يفعلوا هذا بها ما قتلت نفسها.

والقتل العمد له وعيدٌ شديد تقشعر له الجلود وتهتز له القلوب . قال تعالى ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾

فتخيل كل هذا الذي عرَّض له الجناة أنفسهم في الدنيا والآخرة ! كارثة كبيرة عظيمة ورب الكعبة.

هذا أولًا.

ثانيًا: إن اتهامها بغير حق، وفبركة صورها، وتزوير هيئتها بدون علمها ومفاجأتها على رؤوس الأشهاد خاصة بين أهلها وصديقاتها ، يدخل في باب قذف المحصنات المؤمنات، الغافلات، وهذا أيضًا عقابه عظيم في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾

فمن فعل هذه الفعلة الشنيعة وانزلق هذا المنزلق الوعر الخطر فله اللعنة في الدنيا _وهي الطرد من رحمة الله تعالى_ وله عذاب عظيم في الآخرة وهذا العذاب حينما يصفه رب العالمين بالعظيم فإنه ولا ريب يشيب لها الرضيع.

ثالثا: إن نشر هذه الصور بين الناس يعد من باب إشاعة الفحشاء بين المؤمنين وهذا من البلايا

فإن الله تعالى قال﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏﴾

أخيرًا كان على المسلم الحق أن يبتعد عن هذه السلوكيات الخطيرة المُجْرمة، والمُجَرَّمة، بل المحرمة في كل الشرائع السماوية، والأعراف، والأخلاق، والقوانين الوضعية.

بل كان عليهم أن يستروا ولا يكشفوا، أن يدافعوا ولا يتهموا، أن يكونوا سببًا في إدخال السعادة على قلوب هذه الأسرة، أو غيرها لا أن يكون سبب حزن، وقتل، وغم، وفضيحة، وعار، ودمار…

(فإن أحب الأعمال إلى الله تعالى سرورو تدخله على مؤمن)

ويا ويل من تسبب في إزهاق روح بريئة لم تجنى شيئًا، ويا ويل من غم نفسًا ضعيفة لم تستطع أن تدفع عن نفسها، ويا عذاب من أنهى أحلامًا كثيرة في قلب هذه المسكينة، من تخرج وزواج وسفر وغيره .. بأبشع الطرق وأشنعها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم.

بسنت لم ترحل وإنما تنتظر المجرمين والمتنمرين بين يدي رب العالمين لتسألهم بأي ذنب قُتِلتْ.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات