القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إليكِ عزيزتي

93

 

بقلم آية مشعل

عزيزتي
أهرب منكِ لأعود إليكِ، أعرف اأنك ممتلئة حد الفيضان، ولكنك لا تبوحين، فالكتمان سمتك لكن من أقرب مني إليكِ لتفيضي إليه؟
اكتبي انطقي اصرخي ابكي اضحكي، لا تنشغلين بترتيب الكلمات، لا تتعبي فى تجميع التفاصيل.
فقط بوحي ثم انسي!
انثري أسئلتك من رأسك، لا تبحثي عن إجابات، دعي الإجابات تبحث عنكِ ارمي بالدمع ولا تبالي!
لا تبالي يا عزيزتي، هكذا أحب مناداتك؛ ليس لأنها متعارف عليها في فن المراسلات، لكنك عزيزة وغالية حقًا، لكنك تحتاجين من يذكركك بهذا!
يذكرك بلحظات الضعف التى أعتقد أنها ستنهيكِ لكنها انتهت وتركتكِ أقوي.
بلحظات الوجع فوق تحملك لكنك تحملتِ الحزن الذي ما عدتِ كما كنتِ بعده، الحزن يغير ملامحنا، يكسر قلوبنا، يخنق أرواحنا، يعري ضعفنا الإنساني، يتركنا جرحى، يهزمنا، لكننا نخبئه بلطف الرحمن فى غرفته السرية فى أرواحنا، نستدعيه لنعانقه فى صمت معترفين بفضله كمُعلم لإيامنا.
لذا لن أقول لك لا تحزني بل احزني فقط على ما يستحق حزنك، ابكي، وانهاري، ثم لملمي شتاتك وخبئب حزنك فى غرفته لينم وامسحي دموعك واغسلي بالتبسم وجهك وانطلقي للحياة.
استمتعي بكل مرحلة ،بحلوها ومرها بشقائهاوسعادتها ،لا تقفي متحسرة أبدًا، امتني لوجودك ولا تعتقدين أن شيئًا فاتك، فما فاتك لم يكن لك، وما سيأتيك قد جاء لأجلك لا تهملينه فى البحث عما فات.
كما لا تطيلي حزنك لا تطيلي ندمك، فالندم خلق كمنبه عند الحاجة لا تتخذينه رفيقًا.

أعرف أنك كالزهرة، وإن دُفنت فى الأرض ستخرج من بذرتها وتشق طريقها لأعلى وتزهر
إنها مسألة وقت.

أحبكِ وإن كنتِ لا تثقين
سلام عليكِ ومنك إلى حين

قد يعجبك ايضا
تعليقات