القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

جامع عمرو بن العاص و ⁦ الفسطاط بالقاهرة القديمة

212
تقرير : محمد زغله
مسجد عمرو بن العاص هو اقدم واول المساجد الإسلامية في مصر ، أنشأه القائد العظيم والصحابي الجليل عمرو بن العاص ، كان من أجلاء قريش وأحسنهم رأيا وتدبيرا . بني علي مساحة قصيرة شمالي حصن بابليون المعروف بقصر الشمع ، وتعرف المنطقة التي بها حاليا بميدان عمرو بن العاص ، ويعرف بتاج الجوامع والجامع العتيق ⁦وكان وقتئذ مشرفا مشرفا علي النيل .
كانت مساحة الجامع وقت إنشائه حوالي ٥٠ ×٣٠ ذراعا يحيط به الطريق من كل جهه ولا صحن له ، تسوده البساطة فليس له محراب مجوف ولا مئذنة ولا فرش ، وقد جعل له عمرو بن العاص بابين يقابلان داره وبابين في بحريه وبابين في غربه أى أن مجموع الابواب وقتذاك كان ستة أبواب ، وكان سقفه مطاطا جدا ، ولقد اتسعت رقعة المسجد علي مر الايام ونال علي يد الأمويين نصيبا من العناية المعمارية فزود بعمد من الرخام قامت مقام جذوع النخيل ، وارتفع سقفه وزيدت أبوابه الي أحد عشر بابا تبعا لزيادة مساحته ، ودخلت عليه تفاصيل معمارية كانت من قبل غير مرغوبة فيها كالمحراب والمنبر والمئذنة .
لهذا الجامع أهميته الفنية والمعمارية ، ذلك أنه جري عليه كثير من التعمير والتجديد علي طول التاريخ ، وبقيت به آثار من بعض العمائر التي أجريت به في العصور المختلفة يمكن في ضوئها أن ندرس الطرز المعمارية والزخرفية في مصر الإسلامية ونتيجة لذلك لم يبق شئ البتة من بناء عمرو بن العاص وإنما جامع عمرو بن العاص الحالي للآسف الشديد لا يشتمل علي شئ من الجامع الأصلي القديم الذي بناه عمرو غير مساحه الارض التي كان قد بني عليها وتقع هذه المساحة المباركة في النصف الشرقي من رواق القبلة اى علي يسار الواقف في رواق القبلة تجاه المحراب ⁦.
بعد أن استقرت الأمور وتم فتح مصر، بدأ عمرو بن العاص في سنة ٢١ ه ٦٤٢ م في تأسيس مدينة لتكون عاصمة لمصر هي الفسطاط التي تعتبر بحق أصل القاهرة الحالية ، وفي موقع بابليون كان في استطاعة العرب أن يؤسسوا مدينة جديدة حسب تقاليدهم الإسلامية علي نمط ما سارت عليه جيوشهم قبل ذلك في العراق حين أسسوا مدينة البصرة سنة ١٤ ه ومدينة الكوفة سنة ١٦ ه ، وأيا ما كانت الظروف التي حدثت بعمرو بن العاص إلي أن يؤسس عند بابليون عاصمة مصر الإسلامية ، فإن هذا الموقع الذي اختاره أثبت ببقائه موقع العاصمة المصرية حتي اليوم توفيق عمرو بن العاص في إختيارة.
يمتاز موقع الفسطاط بحصانة طبيعية ، إذ تحميه التلال ومن بينها هضبة المقطم من الشرق والشمال ويحميه من الغرب خندق مائي طبيعي هو نهر النيل الذي كان في الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب .
وعن تسمية الفسطاط لهذه المدينة فلقد جاء بصددها الكثير من الآراء ولا نجد أدني شك في أن التسمية عربية وليست مأخوذة من اصل يوناني ” فسطا طوم ” اسم المدينة أو الحصن أو الخندق الذي كان عند بابليون حرفه العرب الي فساط ثم الي فسطاط فهي الي ” الفسطاط ” كلمة عربية كانت تطلق أيضا علي المدينة ومجتمعها ، وقد جاء في الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : عليكم بالجماعة فإن يد الله علي الفسطاط . أي مع المدينة التي بها مجتمع الناس .
ولقد استمرت الفسطاط عاصمة الديار المصرية ودارا للإمارة ينزل بها أمراء مصر حتي بنيت العسكر سنة ١٣٣ ه . ⁦
قد يعجبك ايضا
تعليقات