القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

داهية العرب ” الجزء الرابع عشر “

99

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع عشر مع داهية العرب، وأثناء وجود عمرو وعمارة بالحبشة، قيل أنهم تشاجرا وكان ذلك بسبب أن عمارة بن الوليد استهوى جارية لعمرو بن العاص، فاطلع عمرو على ذلك، فغضب، وحقد عليه، فلما استقر عند النجاشي استهوى عمارة زوجة النجاشي، وهوته زوجة النجاشي لجماله، فواصلته، فاطلع عمرو على ذلك، فأخبر به النجاشي، فعلم النجاشي، فانتقموا منه بأن قيدوه ثم نفخوا في أحليله السم وتركوه هائما مع الحيوانات الوحشية هناك، ومات عمارة، وقد حضر عمرو بن العاص غزوة بدر مع قريش ضد المسلمين، ثم حضر غزوة أحد، وأخذت قريش في أحد حدها وحديدها وخرجوا بنسائهم حتى لا يفروا.

 

فخرج عمرو بزوجته ريطة، وفي غزوة الخندق كان عمرو بن العاص وخالد بن الوليد يرابطان على الخندق انتظارا للغفلة من المسلمين حتى ينقضوا عليهم، وبعد تطاير خيام قريش وانسحاب جيش الأحزاب خاف أبو سفيان بن حرب أن يلحق بهم المسلمون، فأمر عمرو بن العاص وخالد بن الوليد أن يعسكرا في جريدة من النخل في مائتي فارس تحسبا لهجوم المسلمين عليهم، ولم يحضر عمرو بن العاص الحديبية ولا صلحها، ولمّا عادت قريش إلى مكة بعد صلح الحديبية قرر الذهاب إلى الحبشة عند أصحمة النجاشي، فوجده اعتنق الإسلام، فاعتنق الإسلام هنالك على يد النجاشي في السنة الثامنة للهجرة. 

 

ثم أخذ سفينة متجها إلى المدينة المنورة، فالتقى في الطريق بخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وهما يتجهان إلى المدينة ليدخلا في الإسلام، فدخل ثلاثتهم المدينة المنورة، في شهر صفر فى العام الثامن من الهجرة، معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول صلى الله عليه وسلم “إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها” ويروى عمرو قصة إسلامه فيقول، كنت للإسلام مُجانبا مُعاندا، وحضرت بدرا مع المشركين فنجوت، ثم حضرت أُحدا فنجوت، ثم حضرت الخندقَ فنجوت فقلت في نفسي، كم أوضع؟ والله ليظهرن محمد على قريش، فلحقت بمالي بالوهط، وأقللت من الناسِ، فلم أحضر الحديبية ولا صلحها، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

 

بالصلح ورجعت قريش إلى مكة، فجعلت أقول يدخل محمد قابلا مكةَ بأصحابه، ما مكة لنا بمنزل ولا الطائف، وما شيء خير من الخروج، وأنا بعدُ نات عن الإسلام، أرى لو أسلمت قريش كلها لم أسلم فقدمت مكةَ فجمعت رجالا من قومي كانوا يرون رأيي ويسمعون مني ويقدمونني فيما نابهم، فقلت لهم كيف أنا فيكم؟ قالوا ذو رأينا ومدرهنا مع يمن نقيبة وبركة أمر، قلت تعلموا والله أنى لأرى أمر محمد أمرا يعلو الأمور، علوا منكرا، وإنى قد رأيت رأيا، قالوا ما هو؟ قلت نلحق بالنجاشى فنكون عنده، فإن يظهر محمد كنا عند النجاشى، فنكون تحت يده أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن تظهر قريش فنحن من قد عرفوا. 

 

قالوا هذا الرأي، فيقول ثم خرجنا فقدمنا على النجاشي، فوالله إنا لعنده إِذ جاء عمرو بن أمية الضمرى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه إليه بكتاب كتب إليه يزوجه أم حبيبة بنت أبى سفيان، فدخل عليه ثم خرج من عنده، فدخلت على النجاشي فسجدت له كما كنت أصنع، فقال مرحبا بصديقي، اهديث إلى من بلادك شيئا؟ فقلت نعم، أهديت إليك أدما كثيرا، ثم قربته إليه فأعجبه، ثم قلت أيها الملك، إنى قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا، قد وترنا وقتل أشرافنا وخيارنا فأعطنيه فأقتله، فغضب فرع يده فضرب بها أنفى ضربة ظننت أنها كسره، وابتدر منخراى فجعلت اتلقى الدم بثيابى، وأصابنى من الذل ما لو انشقت لى الأرض دخلت فيها فرقا منه فقلت له، أيها الملك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات