القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

خامس الخلفاء الراشدين ” الجزء الواحد والعشرون”

116

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الواحد والعشرون مع خامس الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما، وقال ابن كثير فقال جماعة من أهل العلم منهم أحمد بن حنبل، فيما ذكره ابن الجوزى وغيره إن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المائة الأولى، وإن كان هو أولى مَن دخل في ذلك وأحق، لإمامته وعموم ولايته وقيامه واجتهاده في تنفيذ الحق، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب، وكان كثيرا ما تشبَّه به، وأما عن نظرة الشيعة لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، فإنه يرى الشيعة الإثنا عشرية أن عمر بن عبد العزيز، كغيره من الخلفاء وقد تبوّأ منصب الخلافة بغير حق، إذ هو منصب مقصور على أصحابه الشرعيين من أئمة أهل البيت حسب عقيدة الشيعة الإثنا عشرية.

فالجلوس في هذا المكان بحد ذاته يعد ذنبا عظيما وإثما كبيرا تهون عنده الذنوب الأخرى جميعها، بل يعد اغتصاب الخلافة الشرعية من أصحابها الشرعيين وهو أس الذنوب الذي دارت عليه رحى الكبائر والموبقات إلى يوم القيامة، إلا أنهم يروا ان لعمر بن عبد العزيز بعض المواقف التي كانت موضع التقدير، وأما من يعتبره خليفة راشدا عادلا فهو لا يكون إلا بحسب مبانيه في الخلافة التي تخالف مباني الشيعة الإمامية في الموضوع، إلا أن بعض الشيعة يرون أن عهد عمر بن عبد العزيز، على قصر مدته كان متنفسا للمسلمين من اضطهاد قومه بني أمية، وأن هناك نقاط إيجابية من عصره، وأنه لما استخلف قال يا أيها الناس، إني قد رددت عليكم مظالمكم، وأول ما أرد منها ما كان في يدى.

وقد رددت فدك على ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولد علي بن أبي طالب، فكان أول من ردها، وأنه ألغى مرسوم معاوية بلعن علي بن أبي طالب في صلاة الجمعة، ولكن لنعلم جميعا أنه قد أنكر أهل السنة هذا المرسوم من أساسه، وقيل أنه لا يصح ذلك، ولكن قال اليعقوبي عن عمر وترك لعن علي بن أبي طالب على المنبر، وكتب بذلك إلى الآفاق، وقد أعطى بني هاشم الخمس، ورد فدكا وكان معاوية أقطعها مروان فوهبها لابنه عبد العزيز فورثها عمر منه فردها على ولد فاطمة، فلم تزل في أيديهم حتى ولي يزيد بن عبد الملك فقبضها، وأما عن نظرة النصارى لعمر بن عبد العزيز، فيذكر أن عمر بن عبد العزيز قد منع من استعمال اليهود والنصارى في شيء من ولايات المسلمين وأمورهم.

فقد كتب إلى بعض عماله أما بعد، فإنه بلغني أن في عملك كاتبا نصرانيا يتصرف في مصالح الإسلام، والله تعالى يقول “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين أتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء وأتقوا الله إن كنتم مؤمنين” فإذا أتاك كتابي هذا فادع حسان بن زيد، وهو يعني ذلك الكاتب، إلى الإسلام، فإن أسلم فهو منا ونحن منه، وإن أبى فلا تستعن به ولا تتخذ أحدا على غير دين الإسلام في شيء من مصالح المسلمين، فأسلم حسان وحسن إسلامه، وكما أسقط عمر بن عبد العزيز، الجزية عن أهل الذمة الذين دخلوا الإسلام، وكان الخلفاء الأمويون من قبله يجبرونهم على دفعها، فقد كتب عمر إلى حيان عامله على مصر باعتماد ذلك، فكتب إليه حيان أما بعد يا أمير المؤمنين.

فإنه إن دام هذا الأمر أى إسقاط الجزية عن المسلمين، في مصر أسلمت الذمة، وبطل ما يؤخذ منهم، فأرسل إليه رسولا وقال له اضرب حيان على رأسه ثلاثين سوطا أدبا على قوله، وقل له من دخل في دين الإسلام فضع عنه الجزية، فوددت لو أسلموا كلهم، فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم، داعيا لا جابيا، ولذلك قال ميخائيل السرياني في صدد عمر بن عبد العزيز منذ توليه الحكم، أخذ عمر يسيء إلى المسيحيين لسببين، أولا رغبة في تعظيم الشريعة الإسلامية، وثانيا لفشل المسلمين في احتلال القسطنطينية، وكان يشدد الخناق على المسيحيين ليكرههم على اعتناق الإسلام، فأصدر قرارا يقضي بإعفاء من الجزية كل مسيحي يعتنق الإسلام، فأسلم الكثيرون.

قد يعجبك ايضا
تعليقات