ٌالكرسي الخالي

بقلم /سامح بسيوني

في قلبها كرسي خالٍ كلما رأت طفلًا يلعب ويلهو أمام أمه، كلما علمت بأنً هناك من حملت، وآخرى وضعت؛ فتغمض عينها، وتحدث هذا الكرسي الخالي:
هل ستأتي صغيري بعد طول انتظار في كل مرة أستلقي على ظهري بعدة أسابيع في انتظارك يا صغيري بعد إجراء عمليتي المجهرية؟
ياله من حلم أستفيق منه وأنا أخاطبك أيها الكرسي الخالي!
أستحلفك بالله أن تخبرني هل أنت قادم بالفعل أم هذا أمل كاذب؟ أريد الحقيقة؛ فحقيقة مؤلمة خير من وعد كاذب.
ربما أرى اليأس أكثر حنانًا لقلبي خير من أمل كاذب.

في بيتي كرسي خال، وأنا استيقظ في الصباح فأنظر إليه أستنشق عبير أبي نبرات صوته أحس بالراحة والأمان وهو يقرأ القرآن؛ أشعر بطمأنينة وهو يتحدث بهاتفه مع أصدقائه.
أستمتع بحكمتك وأرائك الصائبة.

دائمًا يقولون بأن الموتى يسمعوننا، ولكن أريد أن أسمعك أنت وآخذ من مشورتك، وحكمتك الصائبة.

أنتَ الغائب الحاضر تسكن في أعماقي ووجداني؛ فيا ترى أنا صادق في إحساسي أم أنني كاذب لأنني أحتاج إلى بعض احتياجاتي.

وطار بي الخيال والعنان إلى بيت صديقي بهاء، فنظرت إلى كرسيه الخالي؛ فوجدته خالي فتحدثت إليه وقلت أيها الكرسي اتذكر يوم كذا عندما كنت أجلس مع صديقي، ونقص ذكريات الماضي من طفولة، وشباب وكانت الغرفة تهتز بالضحكات.
أتذكر أيها الكرسي الخالي يوم كذا وأنا أحتضنه بعد طول غياب؛ عندما رجعت إلى أرض الوطن من غربتي.

أتذكر يوم كذا وهو يحملني على ظهره وأنا مكسور القدم.

أتذكر يوم جئت له وجلست ولم أتكلم؛ فعلم ما بداخلي فجاء لي بمال وقال اقضِ حاجتك فكانت القلوب هي التي تتحدث لا الألسن.

فكم من كراسٍ خالية في حياتنا تبث شكواها وآلامها لا يعلم أنينها إلا الله؟
يا لها من وحدة تكوي القلوب بالفراق والحنين.

فما أكثر الكراسي الخالية في حياتنا في بلادنا في أمتنا العربية والإسلامية! تشتاق بأن يعود الفرج بعد طول غياب؛ فيأتي من يسير على درب السابقين؛ فيبث في النفوس الأمل والتفاؤل بعدما طفح اليأس والقنوط.

تتمنى أن تعود الابتسامة الغائبة رغم غياب أصحاب الكراسي الغائبة!

فهل من أمل يا ترى؟

ٌالكرسي الخالي
Comments (0)
Add Comment