قراءة عن رواية سراج

بقلم/ سالي جابر

الرواية: سراج
الكاتبة: رضوى عاشور
عدد الصفحات: 116
اللغة: العربية، سهلة ويسيرة
دار النشر: دار الشروق
إصدار سنة: 1992

تقول الكاتبة أن الرواية تقوم على لعبة، حيث أنني أصور مكانًا متخيَّلاً، وفي خلفية المكان المتخيل أرى تاريخًا فعليًّا، وأخلق علاقة بين المكانين… في المتخيل جزيرة أتصورها في مكان ما بين شاطئ زنجبار واليمن، والزمان في الثلث الأخير من القرن الـ19، وفي جزء من الرواية أحداث قصف الإسكندرية وهو حقيقي، أردت من خلال المكانين المتخيل والتاريخي كتابة “حكاية” لا تزال نعيش بعض تنويعاتها حتى الآن، وضع الأهالي المحاصرين بين مطرقة الغزاة وسندان الحكام الطغاة، هي محاولة للاقتراب من الحكاية.

لا يوجد بطل واحد للرواية؛ جميعهم أبطال، وجميعهم ماتوا في نهاية الرواية عدا آمنة الخبازة والدة سعيد، جميلة الرواية في أحداثها ووقائعها، سهلة يسيرة.

الولد سعيد وأبوه عبد الله الغواص وأمه آمنة الخبازة، من غرة بحر العرب، خرج مع المراكب من زنزبار للعمل ولكنه تأخر في رحلته، وتعامل مع العديد من الأشخاص وتعلم منهم الكثير والكثير.
‏هناك يعمل العبيد بمهنة الزراعة، ولذلك لا يعلم كيف يضرب الفأس في الأرض، ويرى أن مهنة الغوص التي يكتم فيها الشخص أنفاسه لدقائق ثم يخرج إلى المركب أفضل بكثير من أن تضرب الأرض بفأسك أيامًا وأيامًا، تحرقها وترمي فيها البذور وترويها وتتعهدها شهورًا طويلة ثم تعود تعمل لأسابيع متتالية في حصاد غلتها.
بينما أطفال القرية الذين يعملون بالزراعة لا يفهمون مهنة الغوص وماذا تعني كلمة محار.
أما سعيد فتعلم ضرب الأرض بالفأس، وكأنه يسيرًا.
” عندما نحاول حب شيء؛ نتعلمه بسرعة، عندما نقتنع بفعل شيء؛ نحاول قدر الإمكان العمل به، وهذا ما فعله الولد سعيد”


أبو إبراهيم أرسل الولد سعيد برسالة شفوية لأهل بيته في قرية ريفية، يطمأنهم بعودته حال انتهاء حرب عرابي مع الإنجليز.
وعدت زوجة أبو إبراهيم أطفالها بذبح ثلاث داجات حال عودة والدهم بالسلامة
وعندما عاد من الحرب، سأل الاطفال الأم عن الدجاجات الثلاثة، وسألت سجر عن البغلة والجاموسة التي أخذها أبو إبراهيم.
” كلٌ يغني على ليلاه؛ كل شخص يبحث وينقب عما يشغل باله، يهتم لأمر يعنيه”


عمار كبر به العمر، ولكنه مازال محدقًا في الماضي؛ حبه لمليحة” مليحة اسمها وهي مليحة الوجه، ذات طابع الحسن…” كلما رأى ابنتها آمنة تخيلها مليحة، يحب مليحة ويريد الزواج من ابنتها لأنه يراها فيها، لكنه حلم بها متهمة الوجه وكأنها ترفض زواجها به.
” الحب هو سيد الموقف وصانع المعجزات، عندما تعيش حاضرك في ماضي من تحب، عندما تراه في بعض الوجوه، عندما تعيش على ذكراه؛ هذا هو الحب”

بعض الاقتباسات من الرواية:
• أما تعلم أنه ليس من الخير والشر شيء إلا وهو محتوم على من يصيبه، بأيامه والله ومدته، ومنه ما يبتلى به قلته وكثرته. فالمقادير هي التي أوقعتني في هذه الورطة، ودلتني على الحب، واخفت عليّ الشبكة حتى لججت فيها وصويحباتي.

• استعمل علمك ولا تحزن لقلة مالك فإن الرجل ذا المروءة قد يكرم على غير بال، كالاسد الذي يهاب وإن كان رابضًا، والغني الذي لا مروءة له يهان وإن كثر ماله، كالكلب الذي يهان وإن طوق وخلخل، ولا تكبرن في نفسك اغترابك؛ فإن العاقل لا غربة عليه ولا وحشة ولا يستغرب إلا ومعه قوته التي بها يعيش حيثما يتوجه.

• عندما يتقدم بكم العمر يتعرفون أن الإنسان لا يفعل دائمًا ما يتمنى، وأن الشر من حوله أقوى منه، ولا يتكلم الانتصار عليه. الله وحده المنتقم.

• يكبر المرء وتصقله التجارب فيتعلم ألا يامن أحدًا .

• هل يمكن أن يكون البحر أرحم منهم؟ لابد أنه أرحم فليس للبحر قلب ولا عقل ولا هو من نسل آدم فنعتب عليه ونلومه ونقول له: ” لماذا لم ترتفع بنا يا بحر ألست بشرًا مثلنا؟!”

قراءة عن رواية سراج
Comments (0)
Add Comment