حينما أحكي والزمان

بقلم- مودّة ناصر
حدَقتُ في عينِ الزمانِ ليلةً
لنجمع سويًا ما فات مِنّا
كان حديثهُ صامتًا
أما أنا،
فخرجتُ من مِحراب صمتي حينها
أخبرتهُ عن حزنِ الشوارع والطريق
ومَسحة الغربةِ التي سكنَت عينَ الصديق
عن رمادِ الحلمِ بعد دُنيا الحريق
وشارعي والأهلُ والجيران
وطفولتي وبراءة الخِلان
ومعالم الوطن التي دثّرها الزمان
أخبرتُه عنّي، وسألتُه
تُرى في أي يومٍ أدركتُ أني في الحياة؟
فيما فكرّت لحظة مولدي؟
قصصتُه خيباتي كلها
أخبرتهُ أني مترددةٌ كموجاتِ الصوت
ومنسيةً كضميرٍ غائبٍ وسط الكلام
والحزنُ ثاوٍ في قلبي كالحبيب
وأحبُّ القهوة مُرّة
لأنها تُذكرني بحقيقة الأيام
وأني لا أغفرُ سريعًا
وأحب الله لأنهُ غفور
وحينما أضعفُ أحكي
أخبرته أن حديثنا
زلة لسان
سيطويها ليلُنا هذا
ويحفظها الكتمان

حينما أحكي والزمان
Comments (0)
Add Comment