فتاوى رمضانية
حوار سالي جابر
تتبقى أيام قلائل على بداية شهر رمضان المبارك، ويسيل في الأدمغة سيلا من الأسئلة حول الصيام، وفي هذا الحوار يجيبنا د. فرج العدلي دكتوراة في الفقه المقارن عن تلك الأسئلة.
• قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:” ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم”
هل كل صائم دعوته مستجابة ؟
-لا شك أن دعاء الصائم مقبول لقول النبي -صلى الله عليه- وسلم سالف الذكر
وأفضل وقت لدعائه عند الإفطار وهو الوقت الذي يجب أن نتحراه عند الدعاء في الصيام
لكن يجب أيضا أن نعلم أنه ليس كل دعاء مستجاب؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:« رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع »
ورواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه ، والحاكم ، وقال : صحيح على شرط البخاري.
ولفظه : رب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش..
وعليه فإن الصائم الذي لم يأتِ بالصوم على وجهه الصحيح لا يكون له سوى الجوع والعطش.
• ماهي سنن الصيام في شهر رمضان؟
– أما سنن الصيام فهي كثيرة ولكل سنة فضلها وثوابها عند الله تعالى
منها:
١- التهنئة بقدوم الشهر الفضيل؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهنئ أصحابه فيقول قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين… إلى آخر الحديث.
٢- السحور
لقوله: تسحروا فإن في السحور بركة.
٣- إفطار الصائمين.
٤- تعجيل الفطر، وتأخير السحور
٥- أداء صلاة القيام
لقوله صلى الله عليه وسلم «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»
٦_ الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والصدقة، والذكر، والاستغفار.
٧_ الاعتكاف
لقول ابن عمر رضي الله عنهما: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان”
٨- الإكثار من الدعاء
٩ _ أداء العمرة
لقوله صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان تعدل حجة»
• قال رسول الله- صلى الله عليه سلم-:” من لم يُبيِّت الصيام من الليل فلا صيام له” رواه النسائي.
هل تجب النية كل يوم من أيام رمضان ؟
– النية مختلف فيها بين العلماء
فمنهم من أوجبها كل ليلة ومنهم من أوجبها مرة في الشهر ومنهم من لم يوجبها أصلا، ولكن يكفي نية واحدة لصيامه، والسحور يعتبر نية.
وعليه فلا حرج في فعل أي شيء مما سبق.
• قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :” من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم.
ما معنى إيمانًا واحتسابًا ؟
– معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم إيمانا واحتسابا
أي إيمانا بأن الصيام فريضة، وقربة لله تعالى، فيقوم بها على وجهها الصحيح بلا طلب للسمعة أو الرياء أو عادة فيقول أصوم كما يصوم الناس.
وأما احتسابا فله معنيان
الأول: يحتسب ثوابه عند الله تعالى، وطلبا لجنته.
الثاني: ألا يتخذ صيامه وسيلة للتهرب من العمل بحجة أنه صائم، أو يكون متذمرا غاضبا لأنه صائم إلى آخره… فإن فعل ذلك فكأنه أخذ مقابل صيامه، بل عليه أن يكون أفضل مما كان قبل رمضان، وهذا هو الاحتساب.
• ما حكم صيام من لم يصلِّ في شهر رمضان ؟
– من صام ولم يصلِّ فإن صيامه وإن كان صحيحا إلا أنه ليس كمن يصلي ويصوم؛ لأن الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وهي التي إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل، لكن لا يعني أن من لم يصلِّ يترك الصوم، أو يجوز له الفطر، لا؛ فالصلاة فريضة والصيام فريضة مستقلة.
• ما حكم من لم تعوض ما فاتها من أيام في رمضان السنة الماضية ؟
– من كان عليها أيام ولم تقضها حتى أدركها رمضان آخر، فإنها تصوم رمضان الحالي، ثم تقضي ما فاتها بعد رمضان، وللعلماء في ذلك مذهبان.
أحدهما: أوجب عليها لفدية.
والآخر: لم يوجب عليها شيء إلا القضاء، وأي ذلك فعلت فهو صواب إن شاء الله.
• هل يجوز الاغتسال من الجنابة بعد الفجر؟
– نعم يجوز تأخير الاغتسال من الجنابة للصائم لكن عليه أن يغتسل لإدراك الصلاة في وقتها أما الصوم فلا يؤثر فيه تأخير الغسل.
• الحكمة من الصيام التحكم في الشهوات. ما نصيحة سيادتكم للمسلمين في ذلك؟
– على المسلمين أن يبتعدوا عن كل ما يثير شهواتهم، ويسرق أوقاتهم كالأفلام والمسلسلات، وكل ذلك يعاد بعد رمضان لكن رمضان لا يعاد، فإنه يذهب وتلتقي به يوم القيامة في صحيفة الأعمال وساعتها يكون الندم ولا ينفع.
وعلى الناس أيضا البحث عن الصحبة الطيبة التي تعين على أداء الطاعات، والابتعاد عن الأصدقاء الذين لا يلتزمون الأعمال الصالحة، لأن الصاحب ساحب كما يقال.
ونصيحة خاصة للنساء أن لا يضيعن العشر الآخير في المخبوزات، وشراء الملابس، وغسيل السجاد، فإنها أشرف الأوقات
• البعض يعتقد أن صيام الجوارح عن القول والفعل في نهار رمضان فقط، وبعد الإفطار يفعلون ما يشاؤون.
ما النصيحة الموجهه إليهم ؟
– من يعتقد أن البعد عن المعاصي في نهار رمضان فقط فقد جانبه الصواب
فشهر رمضان هو عبارة عن ثلاثين أو تسع وعشرين ليلة أو يوم، وهو يشمل الليل والنهار، وقد قسمه النبي-صلى الله عليه وسلم- بأمر من ربه سبحانه، فجعل نهاره صياما، وليله قيما
ولذلك نذكرهم بحديث « من صام رمضان إيمانا… وقام رمضان أيمانا»
وكلاهما معا ( أي الصيام والقيام) يشكل شهر رمضان، والمعصية في الليل كالمعصية في النهار ولا فرق.
• ماحكم من تتناول حبوب منع الحمل في شهر رمضان حتى تصمه بأكمله؟
-تناول الحبوب لمنع الدورة لعدم الفطر في رمضان، أو أيام الحج والعمرة جائز إذا كان لا يضر بصحة المرأة.
• ما هي سنة النبي-صلى الله عليه وسلم- عند الإفطار؟
– سنن الإفطار ثلاثة أشياء
الأول: الفطر على رطب، فإن لم يجد فتمر، فإن لم يجد فعلى الماء،.
الثاني: تعجيل الفطر فور غروب الشمس.
لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.. متفق عليه.
الثالث: لا يملأ البطن بالطعام والشراب .
• ما هي مبطلات الصيام؟
– أما مبطلات الصيام
فهناك أشياء يشترك فيها الرجال والنساء
وهي الأكل والشرب عمدا، والجماع والتقيؤ بإرادته أما من كان بغير إرادته فلا يفسد صومه.
وهذا إذا وقع في نهار رمضان، أما ليله فلا، كما هو معروف.
لكن الصوم لا يبطل بمثل ذلك إلا إذا تحققت في الصائم ثلاثة شروط:
١-العلم
٢-التذكر
٣-القصد
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال« وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”.
قال أهل العلم: فإذا ارتكب المسلم شيئا من المفطرات دون قصد، أو كان مكرها عليه، أو فعله ناسيا أنه صائم؛ فإنه يتم صومه ولا شيء عليه، فقد قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه”.
*الاستمناء في نهار رمضان يبطل الصيام.
*والإغماء طوال النهار
*الجنون المطبق.
وأما عند المرأة
فلا يجوز لها أن تصوم إذا كانت حائضا أو نفساء، وروي -في حديث صحيح- عن أم المؤمنين عائشة قولها عن النساء الحوائض في عهد النبي عليه السلام كنا “نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة”
وكذلك كل ما دخل من الأنف والأذن بكثرة ووصل الحلق وتم بلعه فإنه يفسد الصيام، أما القطرات التي يجد طعمها في حلقه ويخرجها فلا تفسد صومه.
وكذلك الدواء المغذي الذي يأخذ عن طريق الإبر فإنه يفسد الصوم.
والله تعالى أعلم.
