القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ما معنى إذا أرسلت فأرسل حكيمًا ولا تُوصِه. 

349

د. فرج العادلي 

المعنى: أنك إذا كلفت حكيمًا بعمل ما، كصلحٍ بين المتخاصمين مثلا فلا توجه، لأنك إن وجهته التزم توجيهك حتى لا تلومه، وخسرت حكمته في حل النزاع. 

فالواجب أن تترك الوسيط (طالما وثقت في حكمته) أن يحل هذا النزاع ولا تتدخل. 

 وهذا له أصل في الشرع. 

فالله سبحانه وتعالى أطلق يد المصلح، ولم يقيده بشيء (طالما أن هدفه الإصلاح) لدرجة أنه رُخِصَ له في شيء من الكذب (تخيل) 

لكن في هذا الزمان تجد كلَّ خصمٍ يحاول سحب الوسيط إلى صفه، وأن يتبع الوسيطُ وجهة نظره، ويحرص أن يخرج هو الطرف الرابح في نهاية المعركة، وإلا تفعل (أيها الوسيط) تكن (من وجهة نظره) منحازا للجانب الآخر، ثم يتخذك خصما وربما عدوًا. 

ونسي هذا الخصم أن من يجور أو يظلم أو ينحاز لطرف دون طرف يُحشر يوم القيامة مكبلا، ثم يكب على وجه في نار جهنم، وإن كان ظلم في شق تمرة. 

( ولهذا فليذهب الخُصوم حيث شاؤوا فلن ينفعك منهم أحد) 

وللحقيقة: إنه لا يمكن أن يخرج أحدُ المتخاصمين رابحا ربحا كاملا والآخر خاسرا خسارة كاملة خاصة في هذا الزمان الذي خربت فيه الذمم؛ لأن الطرف الآخر لن يسلم له ويخضع، بل لابد من الموازنة، فيخسر من جانب ويربح من آخر، وإن كان مظلوما حقا وفقد شيئا من حقه فليحتسبه عند الله، فأين فمن عفا وأصلح، وأين الصبر وثوابه في الآخرة ؟! فبهذا تُحل المشكلة. 

ولكن نحن نتصلب ونتحجر حتى تصل المشاكل إلى المحاكم، ثم يبدأ المحامون في عملهم، وأنت تعلم أن أكثرهم لا يريد الإصلاح، ثم يصل إلى القضاء، والجميع في النهاية يخسر كل شيء الصلة والمودة والمال والأعصاب وغيره وكلنا يعلم. 

نسأل الله الهداية والرشد

قد يعجبك ايضا
تعليقات