القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ما هي أمراض المناطق الاستوائية؟

386

د. إيمان بشير ابوكبدة 

تعرف منظمة الصحة العالمية الأمراض الاستوائية بأنها مجموعة متنوعة من الأمراض السائدة في البيئات الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع أنحاء العالم. وترتبط هذه الأمراض عادة بظروف اجتماعية واقتصادية غير مواتية، مثل الفقر، وتؤثر على السكان في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وخاصة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

ومن ناحية أخرى، فإن أمراض المناطق المدارية المهملة هي مجموعة فرعية من أمراض المناطق المدارية التي تؤثر في الغالب على السكان الأكثر فقرا وتهميشا، ولا تحظى باهتمام كبير من حيث البحث وتطوير علاجات جديدة. وهذه الأمراض مزمنة ومنهكة، وتساهم في دورة الفقر من خلال التأثير على الصحة والإنتاجية ونوعية حياة الناس في المناطق المتضررة.

تنجم أمراض المناطق المدارية عن مسببات أمراض مختلفة، مثل الطفيليات والفيروسات والبكتيريا ، وعادة ما تنتقل عن طريق النواقل البيولوجية، مثل البعوض أو ذبابة تسي تسي أو القراد أو القواقع، أو عن طريق الاتصال المباشر بالمياه أو التربة الملوثة.

الأمراض الاستوائية الأكثر شيوعا

هناك العديد من الأمراض الاستوائية، كل منها تسببه مسببات أمراض مختلفة وتنتقل بطرق مختلفة. تشمل بعض أمراض المناطق الاستوائية الأكثر شيوعًا ما يلي:

الملاريا

تسببها طفيليات من جنس البلازموديوم وتنتقل عن طريق لدغة البعوض المصاب من جنس الأنوفيلة. ويتميز بالحمى المتكررة، والقشعريرة، وآلام في العضلات، والتعب. تؤدي المضاعفات الخطيرة للملاريا، وخاصة تلك التي يسببها طفيل المتصورة المنجلية إلى الفشل الكلوي، وفشل الجهاز التنفسي، واضطرابات عصبية، ومشاكل صحية خطيرة أخرى، والتي تكون قاتلة. تعد الوفيات المرتبطة بالملاريا أكثر شيوعا في المناطق التي يتوطن فيها المرض وتكون إمكانية الحصول على الرعاية الطبية محدودة. تعد الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج في الوقت المناسب أمرا بالغ الأهمية لتقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الملاريا.

حمى الضنك

هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض من جنس الزاعجة. ويتجلى في ارتفاع درجة الحرارة وآلام في العضلات وأعراض أخرى تشبه أعراض الأنفلونزا.

زيكا

هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض من جنس الزاعجة. يسبب أعراضا تشبه أعراض الأنفلونزا وقد ارتبط بمضاعفات عصبية في بعض الحالات، خاصة عند النساء الحوامل.

الحمى الصفراء

هو فيروس ينتقل عن طريق البعوض، وخاصة جنس الزاعجة في المناطق الحضرية وجنس الهيماجوجوس أو السابث في مناطق الأدغال. ويعتبر التطعيم ضد الحمى الصفراء إجراءً فعالا للوقاية من المرض. في العديد من البلدان التي تتوطن فيها الحمى الصفراء أو يوجد فيها خطر انتقال العدوى، يكون التطعيم ضد الحمى الصفراء إلزاميا للمسافرين، وقد تطلب بعض البلدان شهادة تطعيم للسماح بالدخول.

داء المثقبيات الأفريقي (مرض النوم)

يسببه طفيليات من جنس المثقبيات وينتقل عن طريق ذبابة تسي تسي. يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي إذا ترك دون علاج.

داء البلهارسيا 

هو مرض طفيلي تسببه طفيليات من جنس البلهارسيا وينتقل عن طريق ملامسة المياه الملوثة بواسطة يرقات هذه الطفيليات. وتظهر أعراض حادة مثل الحمى وآلام في العضلات، وأعراض مزمنة مثل بيلة دموية أو تلف الكبد. يعد علاج البرازيكوانتيل والتدابير الوقائية أمرا بالغ الأهمية للسيطرة على المرض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. يتم التشخيص عن طريق الكشف عن بيض الطفيليات في عينات البراز أو البول.

داء الليشمانيات

تسببه طفيليات من جنس الليشمانيا وينتقل عن طريق لدغة بعوضة من فصيلة الفواصد. تظهر على شكل تقرحات جلدية أو تؤثر على الأعضاء الداخلية.

داء الفيلاريات اللمفاوية

هو مرض طفيلي تسببه الديدان الفيلارية وينتقل عن طريق البعوض. يؤدي إلى تورم مزمن في الأطراف.

داء كلابية الذنب (العمى النهري)

يسببه دودة الفيلاريا وينتقل عن طريق الذباب الأسود. يسبب آفات جلدية، وفي الحالات الشديدة، العمى.

شاغاس

هو مرض طفيلي يسببه طفيل المثقبية الكروزية وينتقل عن طريق حشرات الترياتومين. وهو مرض مستوطن في أمريكا اللاتينية، حيث تشير التقديرات إلى أن ملايين الأشخاص مصابون به، وخاصة في المناطق الريفية. قد يكون لديه مرحلة حادة مع أعراض غير محددة مثل الحمى والشعور بالضيق. في المرحلة المزمنة، والتي تتطور بعد عقود، يمكن أن تنشأ مضاعفات خطيرة في القلب والجهاز الهضمي. التشخيص المبكر والعلاج ضروريان لتقليل خطر حدوث مضاعفات.

هذه الأمراض مجرد أمثلة، وهناك العديد من الأمراض والالتهابات الاستوائية الأخرى التي تصيب السكان في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. تعتبر الوقاية والسيطرة والعلاج المناسب ضرورية للحد من عبء هذه الأمراض في المجتمعات المتضررة.

 الوقاية 

غالبا ما تتضمن الوقاية من أمراض المناطق المدارية ومكافحتها استراتيجيات تعالج عوامل الخطر هذه، مثل مكافحة ناقلات الأمراض، وتحسين الظروف المعيشية، وتعزيز ممارسات النظافة، والحصول على علاجات فعالة. ويعد الاهتمام الشامل بهذه العوامل أمرا ضروريا للحد من عبء أمراض المناطق المدارية لدى السكان المتضررين.

العلاجات 

يختلف علاج أمراض المناطق المدارية حسب الطبيعة الخاصة لكل مرض، ولكن بشكل عام يمكن تناول بعض المبادئ والأساليب المشتركة:

 

مضادات الطفيليات:  يتم علاج العديد من الأمراض الاستوائية، مثل الملاريا والبلهارسيا وداء الليشمانيات ومرض شاغاس، بأدوية محددة مضادة للطفيليات. 

يستخدم الكلوروكين والأرتيميسينين لعلاج الملاريا، في حين أن البرازيكوانتيل فعال ضد داء البلهارسيات.

المضادات الحيوية: في حالات العدوى البكتيرية الاستوائية، مثل حمى التيفوئيد أو داء البريميات، يمكن إعطاء مضادات حيوية محددة، مثل سيبروفلوكساسين أو الدوكسيسيكلين.

الأدوية المضادة للفيروسات: الأمراض الفيروسية مثل حمى الضنك والحمى الصفراء ليس لها علاجات محددة، ولكن يمكن إعطاء تدابير داعمة وعلاج الأعراض. الحمى الصفراء لديها لقاح وقائي فعال.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات