القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ساعدت في قتلي

128

بقلم /أحمد محي

كثيرا ما نصور مصر على أنها امرأة، أم ونحن أولادها. دع هذه الصوره في مخيلتك حية للحظات، ماذا سوف تخبرك مصر في الوقت الراهن؟ هل ستشكرك ،هل ستلومك، هل ستنظر لك نظرة مجرم، ماذا تقول أم لأبنائها في هذه الحالة التي تمر بها البلاد؟

أعتقد أن ما تقوله مصر لنا الآن هي أبيات من اللوم لشعبها،  فقد باتت كل فئة من هذا الشعب تطغى على الأخرى بكل  وسيلة ممكنة، فهذا يجور على أخيه والحجة السائدة أن لقمة العيش صارت صعبة، إذا كان العيش في دولة بها أمن وأمان واستقرار وجيش قوي صعبًا، فإن خلل هذه الدولة ليس في المؤسسات وإنما في الأشخاص الذين إذا أخذوا نصيبا من المال طغوا به وأفسدوا  في الأرض فيحتكرون الدواء والطعام  والدولار فتصعب الحياة على عامة الناس من المساكين والفقراء.

من خلال الصورة الحية للشارع المصري تجد أن الطبقات الاجتماعية بدأت في التباعد،  فالغني يزداد غني والفقير يزداد فقرا والطبقة الوسطى التي تربط بين الغني والفقير بدأت في الاضمحلال  والصغر.

ما أهمية هذه الطبقة؟  إن هذه الطبقة هي التي تحافظ علي استقرار البلاد،  فهي الطبقة التي تضم فئة العمال والموظفين والطلاب وهي القائمة علي أهم أدوار المجتمع من إنتاج وخدمات وطعام وتحريك عجلة الاقتصاد والخدمات الإجتماعية وهذا هو العنصر الفعال والنشط وهي الرابطة بين الطبقات في الهرم الاجتماعي.

الهرم الاجتماعي هو شكل هندسي مبسط وهمي يقسم المجتمع إلي ثلاث مناطق رأس الهرم ووسطه وأسفله وفي حالتنا هنا في مصر ينقسم إلى أربع أو ثلاث فئات، أعلى الهرم : طبقة الأثرياء من رجال الأعمال، والطبقة فوق المتوسطة : وهي طبقة مقتدرة من الممثلين و لاعبي الكرة، والطبقة تحت المتوسطة : وهي طبقة العمال والموظفين ،وطبقة الفقراء في قاع الهرم .

إن ما يحدث في مصر هو اضطراب في الطبقات الاجتماعية حيث تقوم فئة التجار باحتكار بعض السلع وتعطيش السوق مما يرفع سعرها في محاولة للربح الزائد.

المحاولة لتقليل أو تغيير مسار الطبقة الوسطي سيؤدي بالسلب على المجتمع وغلاء الأسعار وقد يؤدي إلى عجز في الشراء مما يؤدي لعجز اقتصادي أكثر في البلاد بسبب محاولات عديدة.
وأيضًا ما تجده من فساد في تعاملات دولارية في السوق السوداء بهدف الإتجار في العملة  بهدف زيادة الربح .

الطمع الزائد والانفراد بالمكسب والقفز من السفينة هي محاولات مخالفة للقانون، وتصعب حال العيش على جميع الفئات وهي مخالفة للشرع ويجب على المؤسسات أن تصدر رقابة شديدة على مخالفة الأسعار وتضع على الأسواق حملات رقابية وأن يتطوع الشعب نفسه بالإبلاغ  عن تجار الاحتكار والفساد.

تشارك فئات المجتمع في إنقاذه من الأزمة الاقتصادية هو ما سيغيثنا جميعا أما  محاولة النجاة وحيدا،  سيؤدي لغرق السفينه بمن فيها.

إن أهم الحلول أن تبدأ  كل فئة في المجتمع بالتحرك لخدمته بهدف واحد وهو  التقدم والإنتاجية والتحرك للأمام للحاق بركب الأمم فعلى الغني أن يزيد من بناء مؤسسات تجاري غير ربحية أي أنها مؤسسة أرباحها تعود بالصرف على فئة معينه من الشعب وهذا ما يسمى في الغرب المؤسسات غير الربحية  وما يعرف في الإسلام بالوقف.

أن يخصص الموظف ساعة من وقته يعمل به عملًا تطوعيًا أو يعمل في المنشأة بلا أجر لهدف الرقي بالمجتمع والإيمان بأن العمل هو سبيل النجاة كما حدث في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

كما أن الطلاب يخصصوا جزءا من الوقت في توعية وتنمية الأفراد الفقيرة كتعليم أحد القراءة والكتابة، أن يشارك شباب الحي مع جهاز الحي في عمل حملات لتنظيف شارعهم ورفع القمامة من المنطقة وحث سكان المنطقة على الاهتمام بنظافة الحي وزرع أشجار مثمره بجانب أشجار الزينة لتزيين الحي، وتشارك أنت بعدم إلقاء  القمامة في الشارع واعلم أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة.

الكثير من المشاركة بهدف خدمة المجتمع من أفراده تساعد في تقليل التكاليف الاقتصادية على الدولة فمثلا إذا اهتم أفراد الحي بتنظيف الشوارع والعمارات  ستنخفض تكلفة الدوله في توظيف عمال نظافة وتزداد رواتب عمال النظافة الحاليين وتقتصر مهمتهم على جمع الصناديق الكبيره فقط وتنظيف الشوارع الرئيسية .

وأيضا لو أن كل صاحب مشروع يخصص طاولة في مطعمه أو صنف من الطعام على قائمة المطعم يخرج للنفقة لفئة معينة في المجتمع و هذا يوجد بكثرة في السعودية ومثله في أمريكا من الجمعيات الخيرية والشركات غير الربحية وأشهرها شركة الساعات (رولكس).

هذا ما تتقدم به الأمم، لا أن تتحرك الحكومة والمؤسسات في اتجاه ثم تجد الشعب في اتجاه آخر، إن ما تتخذه الحكومه من قرارات للإصلاح يفسده تصرفات بعض الفئات من الناس، يجب أن تتفق رؤية الحكومات مع رؤية الشعب .

انظر إلى قرار بسيط مثل مقاطعة المنتجات الأجنبية الذي تم اتخاذه إجماعا من الشعب، خفض نسبة التضخم ورفع معدل العمل لدى المصانع المصرية وزادت نسبة الطلب على المنتجات المصرية، ولكن على النظير الآخر تجد بعض الموزعين بدؤوا  في رفع بعض السلع المصرية، هذا ما نتحدث عنه ليس كل فئات الشعب تبحث عن النجاة مجتمعة بل  بعضهم يظن أن قفزه  من السفينة منفردًا سيجعله الناجي الوحيد وهذا يضر الجميع.

إن التقدم قرار يقوم عليه جميع فئات المجتمع في الخدمة لصالح الجميع هذا ما تجده في الدين الإسلامي فهو يحث الجميع على العمل تحت شعار واحد ، لذا عدم اتخاذك للقرار الذي يرتقي بالبلاد وتوجهك للطمع والقرارات المنفردة فهو خيانة للدين والوطن.

قد يعجبك ايضا
تعليقات