القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني _ الجزء الرابع

82

 

 

تقرير _ نهال يونس

 

العنف الطائفي في فلسطين المنتدبة

قبل الحرب العالمية الثانية

بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الامبراطورية العثمانية، تحديداً في أبريل 1920 وفي إطار مؤتمر سان رويمرو، تم منح بريطانيا أهداب قيادة فلسطين وإمارة شرق الأردن (والتي تشكل أراضي مغطاة حالياً من قبل إسرائيل والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة)، ومثل هذا مساندة لبنود وعد بلفور تم إقرارها رسمياً في معاهدة سيفر.[19] حضر ممثلون من كلا الصهيون والعرب المؤتمر، وفيه تلاقوا ووقعوا اتفاقية [20] تنص أنهم سيتعاونون مع بعضهم البعض. لم يتم أبداً تطبيق الإتفاقية؛ لم يتم رسم الحدود وتحديد الشروط التي يجب على المنتدب الانصياع لها حتى سبتمبر 1922، حيث خصص البند 25 في الصك القانوني أن المنطقة الشرقية ( والتي عُرفت في ذلك الوقت كإمارة شرق الأردن) لم تكن مخولة بالخنوع لجميع أجزاء النص، وبالأخص تلك التي تتناول موضوع الوطن القومي اليهودي. استعمل البريطان هذا كذريعة لإنشاء دولة عربية مستقلة ذاتياً تندرج تحت أهداب الانتداب، واعتبروا هذا تحقيقاً جزئياً لبعض التفاصيل المذكورة في مراسلات مكماهون والحسين. في 11 أبريل، 1921، نقل البريطان حكم المنطقة الشرقية كما تم وصفها في نص الانتداب إلى قبيلة الهاشميين العربية الآتية من منطقة الحجاز (المتواجدة حالياً ضمن حدود المملكة العربية السعودية)، وفي مايو 15، 1923، اعترف البريطان بها كولاية مستقلة ذاتياً وبالتالي قاموا بإزالة جميع الطموحات اليهودية القومية في ذلك الجزء من فلسطين المنتدبة. انتهى الانتداب الذي هيمن فوق إمارة شرق الأردن في 22 مايو، 1946 عندما حازت المملكة الهاشمية الأردنية أخيراً على الاستقلال التام.

 

تجسدت أحد أهم سمات الوطنية الفلسطينية في ردة فعل ضد الحركة الصهيونية والاستيطان اليهودي لفلسطين بالإضافة إلى رغبة بالحصول على حق تقرير المصير يتمتع به سكان المنطقة العرب.[21] استمرت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالنمو بسرعة خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين، وكان أساس هذه الهجرة تفاقم ظاهرة التمييز ضد اليهود في أوروبا. بين 1919 و1926، قرر 90000 مهاجر الهجرة إلى فلسطين بسبب أحداث تنم عن البغضاء ضد اليهود، مثل احتجاجات البوغروم التي ترددت في أوكرانيا وتسببت في مقتل 100000 يهودي.[22] تم امتصاص بعض هؤلاء المهاجرين في جماعات يهودية مبنية على أراضٍ قامت مؤسسات صهيونية بشرائها قانونياً من مالكي أرضٍ غائبين. في بعض الحالات، أدى الشراء الكبير للأراضي من مالكي أرض غائبين إلى استعاضة الفلاحين الذين كانوا يعملون تحت إشرافهم، وحث هذا شعوراً عند هؤلاء الفلاحين أنه تم اقتلاعهم من أراضيهم. كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بالأخص شديدة بعد صعود النازيين للسلطة في ألمانيا، حيث أدى ذلك إلى تضاعف عدد السكان اليهود في فلسطين

قد يعجبك ايضا
تعليقات