القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

“بنت اختى قتلت ابنى بسبب الميراث”.. تفاصيل مقتل “محمد” على يد ابنه خالته

175

كتب/ مصطفى حشاد

هرولت خارج منزلها وركضت إلى شوارع القرية، باحثةً عن الابن صاحب الـ 9 أعوام، لكنها لم تجده، وانتهى بها الحال بالجلوس على عتبات بيتها، والحزن يأكل قلبها لـ 3 أيام متتالية، إلى حين عودة زوجها، لتحيطه بذراعيها “قولى لقيت الواد.. جراله حاجة”.
ثم صرخت الزوجة وهى تدور برأسها يمينًا ويسارًا “ابنى فين مرجعش لحد دلوقتى؟”.

لتتفاجئ ببكاء الزوج قائلافي انكسار وتألم:”المباحث قبضت على بنت أختك وصديقتها عشان قتلوه، وكانوا مخططين للجريمة من شهر ومراقبينا طمع في ورثك.. خدّروه ومات بسكتة قلبية من العقاقير المنومة، وبعدين رموه في الرشاح داخل أجولة متعددة”.

يتعمل فيهم زى ماعملوا فى ابنى

مسحت الأم على شعر ابنها “محمد” حين عثر عليه جثة هامدة في طنان بالقليوبية، وضمت رأسه إلى صدرها وهى ترفع وجهها نحو السماء وتردد: “يتعمل فيهم زى ما عملوا فيك.. بنت أختى (إسراء، طالبة بكلية الحقوق)، وصاحبتها (شروق، 22 سنة)، خدوك يا قلبى ينتقموا منى، ويساومونى ويحرقوا قلبى عليك، يا رب يموتوا زى ما موتوك”
بداية الواقعة

جلست الأم تستمع لاعترافات الشابتين المتهمتين، وتشاهد لقطات كاميرات المراقبة التي رصدت خروجهما بالطفل من عزبة النجدى محل سكنه، وابنة خالته تحمله ثم تشترى كشرى وعصيرًا له، واستقلالهما “توك توك” إلى طنان، حيث وضعتا للطفل 6 أقراص “منوم” بطعامه، ولم تدريا ما تفعلاه وسط ورطة كبيرة، قالتا في صدمة: “يا خرابى هنعمل إيه في المصيبة دى؟”. كان “محمد” قد لفظ أنفاسه بعد توقف عضلة القلب، فقررتا التخلص من الجثة، بشراء 6 أجولة وداخلها وضعتا الجثمان وفوق طبق بلاستيك حملتاه حتى الرشاح وألقيتا به.
“بنت اختى لبست نقاب” علشان تخبى وشها”

في الصباح الباكر، توجهت “إسراء”، وصديقتها “شروق” إلى منزل خالتها “أم محمد”، هدأتا الأم التي لم تذق طعم النوم “هتلاقيه يا خالتى، هيروح فين؟!”، وظلتا على هذه الحال حتى ضبطتهما المباحث بعد تتبع خط سير الطفل من كاميرات المراقبة والوصول إلى سائق “توك توك” أفاد بأوصافهما، تقول أم الطفل “بنت أختى لبست نقاب، علشان تخبى وشها, واللى كشفها أنها خلعته والكاميرات جابتها وظهرت وهى شايلة ابنى لحد ما رمته”.

قتلوا القتيل ومشيوا ف جنازته

لم يكن بمقدور الأم استيعاب الصدمة “قتلوا القتيل ومشيوا في جنازته.. يعنى قاعدين معانا ليل نهار، ويدوروا معانا وهمّا اللى قتلوه”، أثناء ترديدها كلماتها الحزينة، تحاول أن تبحث عن سبب لإقدام المتهمتين على قتل ابنها، قالت إن عيشتها تحت الصفر تقطن أوضة وصالة مع زوجها عامل النظافة الذي يصحو فجرًا إلى عمله ويعود إليها ببضعة جنيهات نهاية كل شهر، ولم ينجبا سوى طفلين “محمد” وأخيه الأصغر “يوسف”، “اللى ماليين الدنيا عليا”، تجهش بالبكاء حين نطقت بها.

“كانت قالتلى كنت اتنازلت عنهم عشان ابنى ضنايا حبيبى”

كان السيناريو الأقرب لارتكاب طالبة الحقوق للجريمة، وفق والدة المجنى عليه، والذى تطابق مع اعترافات الفتاة في التحقيقات “أبويا قسم علينا ورث، إحنا 5 سيدات ورجل، قال كل واحدة مننا هتاخد 350 ألف جنيه نقدًا، ونصيبىى كان مثار طمع لابنة أختى، خطفت (محمد) مع صاحبتها لمساومتى عليه، وأساسًا الفلوس مكنتش أخدتها من جدها لسه!”، أم “محمد” تنهار “كانت قالتلى كنت اتنازلت عنهم عشان ابنى ضنايا حبيبى”.

تشييع الجثمان

وبعد تجمع أهالى القرية لتشييع جثمان المجنى عليه، لطمت أمه وجهها “خلاص هتمشى وتسيبنى يا ابنى”، وفجأة أخوه “يوسف”- 7 سنوات، أمسك بالنعش ولم يترك الناس تحمله كأنه يأبى مغادرته والمضى به إلى القبر تحت التراب، ووقف والد الطفل يبكى على «فلذة كبده»، والأم تلوم نفسها “غلطت إنى بعته يشترى لى حاجة، بنت أختى شافته وخدته، لم أتركه يومًا وعلى طول كان قدام عينى”.

أخذ الأهالى يترددون على منزل «أم محمد» لتعزيتها، وهى تقول لهم «مش هناخد عزاء إلا بعد إعدام المتهمتين شنقًا”، يعلو صراخها “يتعمل فيهم زى ما عملوا في ابنى”، تندهش “بنت أختى (إسراء) وأمها مكانوش أصلًا بيسألوا عنى، الفتاة بدأت تتردد علىّ من شهر وتحديدًا من وقت ما سمعت بموضوع الورث، ويوم الجريمة استدرجته بـ50 جنيه وكانت مرتدية نقابًا، ورأيتها لكنني لم أتعرف عليها حينها!”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات