القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

عندما ينضب الخيال لديك أيها الكاتب أرجوك توقف عن الكتابة للطفل فورًا.

1٬175

حوار أجراه السيد شليل

دكتورة نهى عباس رئيس تحرير مجلة نور للأطفال ، خلال حوارنا معها ، طرحنا عليها عدة أسئلة منها.
1-عوامل تعثر أدب الطفل في عالمنا العربي
من أهم العوامل تراجع الإقبال على القراءة ، مع تعدد الوسائط الإلكترونية ، التي تنافس الكتاب الورقي ، وتعد أكثر إبهارًا للطفل.
2- الصعاب التي يعاني منها كتاب أدب الطفل
أهمها قلة الإنتاج نتيجة لمشاكل دور النشر الاقتصادية ، فكتاب الطفل بالشكل الذى ينبغي أن يكون عليه ، ليجذب الطفل مُكلف وفى نفس الوقت ، لا تستطيع دور النشر ، رفع سعر المطبوعات بشكل يحقق ربحا مناسبا ؛ نظرا للطاقة الشرائية المحدودة لمعظم الأسر في ظل الأزمات الاقتصادية ، التي تعانى منها بعض الدول في العالم العربي.
3-متى يستطيع القارئ الصغير أن يعود للكتاب الورقي
هذا يحتاج إلى خطة قومية من الدولة تعمل على:
1-تقديم مبادرات وخطط ، للتشجيع على القراءة ، والتوعية بأهميتها وإقامة المسابقات ، بين الأطفال على مستوى الجمهورية.
2-الاهتمام بالكتاب الأول للطفل ، وهو الكتاب الموجه لمرحلة الطفولة المبكرة ، فيجب أن يتعود الطفل الصغير على الكتاب الورقي الجميل ، المليء بالرسومات الجذابة ، وهذا يتطلب إنتاج هذه النوعية من الكتب ، بتوسع وتوعية أولياء الأمور بالقراءة لأطفالهم ، قبل أن يتعلم الطفل اللعب ، بالتابلت أو التليفونات.
3- الاهتمام والتوسع بإنتاج كتاب الطفل ، من مؤسسات الدولة الثقافية ، بسعر مدعوم مع الحفاظ على جودة الطباعة والشكل الفني الجاذب للطفل ، وثراء وجاذبية المحتوى .
4-إحياء حصة المكتبة بالمدارس ، وتزويد مكتبات المدارس بالكتب والمجلات ، المناسبة لكل فئة عمرية.
4-تجربة بكار كانت فريدة ، حتى قدمت مؤسسة الازهر مسلسل نور في قرية الطيبين ومسلسلات أخرى آخرها نور ورسالة النور
فعلًا تعد تجربة بكار تجربة فريدة ، ومن المؤسف توقفها بعد إرتباط عدد كبير من الأطفال بها، قبل نور فى قرية الطيبين كان مسلسل نور وبوابة التاريخ ، كما عرض في رمضان 2019 المسلسل الثالث نور والرحلات الخارقة، ويعد نور أول شخصية كارتونية في مصر ، تتحول من شخصية مرسومة فى مجلة أطفال إلى شخصية تتحرك فى عمل مرئى، وهذه تجربة مهمة ومؤثرة بالنسبة للطفل ، فثقافة الطفل يجب أن تكون شاملة ومتنوعة .
والحمد لله حظي مسلسل نور ورسالة النور ، بإشادة النقاد والفنيين ، وقبلهم القارئ الكبير قبل الصغير.
5- ما هي المعوقات التي تعرقل إنتاج عمل مرئي للطفل
أهم المعوقات هي عدم وجود الاهتمام ، من قبل القنوات بشراء أعمال الأطفال ، والأعمال الكارتونية بحجة إلى دعم حتى تجذب الراعي والإعلانات ،حتى التليفزيون المصرى المنوط بتقديم خدمة ثقافية للمواطن المصري ، بدون هذه الاعتبارات التجارية التي تتعامل بها القنوات الخاصة، أهمل تماما أعمال الأطفال في السنوات الأخيرة ، بعد أن كان هو جهة الإنتاج الأكثر قوة ، للأعمال الكارتونية ومسلسلات الأطفال من العرائس. حتى ينتعش الإنتاج المرئي للطفل ، يجب أن تتبنى الدولة فكرة إنشاء قناة أطفال ، وتوفر لها كل الدعم والإمكانيات.
6-تجربة تبني مجموعة من النصوص والأشعار علي قناة نور وإنتاجها أمر مرهق مديًا.

نور ليست مؤسسة ربحية ، فلدينا رسالة محددبة وأهداف نسعى لتحقيقها ، ومنها ملأ الفراغ الثقافي ، في أي قطاع من فنون الطفل يحتاج إلى ذلك ،وأغنية الطفل من الفنون ، التي تراجع إنتاجها كثيرًا ، لدرجة الاختفاء مما دفع أطفالنا ، وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة ، للانجذاب إلى الأغاني الأجنبية ، والأغاني العربية بلهجات مختلفة عنهم ، ومن هنا رأينا أنه من واجبنا ، تقديم إنتاج ولو بسيط فى هذا الجانب، والحقيقة كل من يتعامل معنا من مؤلفين وموسيقيين ، لا يتلقون إلا أجور رمزية ، مساهمة منهم وإيمانا برسالة قناة نور للطفل على اليوتيوب .
7-مؤسسات الدولة المعنية بأدب الطفل وأوجه القصور والإجادة.
مؤسسات الدولة المعنية بأدب الطفل ، تقدم مجهودات جيدة ، ولكنها تحتاج إلى دعم أكبر ، واهتمام أكثر من الدولة بثقافة الطفل وإعلامه ، كما تحتاج إلى رؤية واضحة ، تنتج عنها خطة إنتاجية توضع بعد دراسة دقيقة ، لتحقق هدف بناء شخصية الطفل المصري ، وتحافظ على هويته، وعلى هذه المؤسسات ألا تعمل بنظام الجزر المنعزلة ، بل يجب أن تتكامل مع بقية مؤسسات الدولة ، والجهات الثقافية والإعلامية ، وخاصة المؤسسات التعليمية مثل التربية والتعليم ، ليكون بينهم تعاون مشترك ، وفق الخطة والرؤية الموحدة.
كما يجب أن تتوسع هذه المؤسسات في إنتاجها ، وألا يقتصر الإنتاج الثقافي الموجه للطفل ، على أدب الطفل والكتاب والمجلة فقط ، فيجب أن يتكامل هذا الإنتاج ، ويشمل كل الوسائط الفنية والإعلامية ، حتى يتحقق التأثير المناسب ، المرجو في إثراء وجدان أطفالنا ، وتشكيل هويتهم الوطنية ، وبناء شخصيات سوية تستطيع أن تبنى وتعمر، و تتعامل وتتعاون مع العالم فى تناغم وسلام.
8-مشاريع نور القادمة.
المزيد من الإصدارات ، والأعداد المترجمة، والإنتاج الفنى ، والتوسع من خلال الموقع ، للوصول بفكر نور إلى كل أطفالنا ، داخل مصر وخارجها.
9-المبدعة الدكتورة نهي عباس ماذا تتمني لأدب الطفل عربيًا ومصريًا.
أن يصل للمرحلة التى يستطيع فيها جذب الطفل ، للقراءة استمتاعًا ورغبة منه ، وليس بوصاية أو فرض من ولى الأمر عليه، فللأسف الكثير مما نكتبه جميعا ، لازال لا يستطيع إبهار الطفل ، ولا جذبه بشكل كاف .
10-نصيحة لكل من يكتب للطفل.
عندما ينضب الخيال لديك ؛ أرجوك توقف عن الكتابة للطفل.

قد يعجبك ايضا
تعليقات