حساسية الجلد – أسبابها ما يجب القيام به؟

د. إيمان بشير ابوكبدة

قد تظهر حساسية الجلد في أي مكان من الجسم، ولكنها تظهر بشكل أكثر وضوحا على الوجه. يحدث هذا عادة عندما يضعف الحاجز الواقي الطبيعي للبشرة، مما يشجع على فقدان الماء وتغلغل المهيجات.

نظرا لأن بشرة الوجه أكثر تعرضا للشمس بشكل طبيعي، يمكن أن تسبب مستحضرات التجميل والمنظفات أعراضا أكثر حدة.

كيف نتعرف على حساسية الجلد؟

البشرة السليمة قادرة على محاربة العوامل الخارجية الضارة مع تنظيم مستويات الرطوبة. يرجع الكثير من هذا إلى الدهون، المسؤولة عن توفير الاستقرار والنفاذية وتنظيم السوائل والحفاظ على المرونة والصلابة.

ومع ذلك، فإن كفاءته مرتبطة تماما بالنشاط الأنزيمي، والذي يكون في معظم الأحيان معيبا في البشرة الحساسة. نتيجة هذا “النقص” هو ضعف وظيفة الحاجز الواقي للجلد، والذي يصبح غير قادر على الاحتفاظ بالماء عبر الجلد، مما يسمح باختراق المهيجات. 

بشرة الوجه، التي تحتوى على أنحف بشرة، والتي تكون بشكل طبيعي أكثر تعرضا للأشعة فوق البنفسجية والملوثات والمواد الكيميائية، هي الأكثر معاناة. 

لا تعتبر حساسية الجلد مرضا، وغالبا ما تكون أعراضها ناتجة عن مشاكل أساسية.

الأسباب

– الجلد الجاف

الجلد الجاف مشكلة تحدث في أي مكان من الجسم، لكنها تميل إلى أن تكون أكثر شيوعا في مناطق معينة. بعض الناس لديهم بشرة جافة بشكل طبيعي، والبعض الآخر قد يكون لديهم بشرة دهنية ويصابون بجفاف الجلد من وقت لآخر. عادة ما تكون اليدين والقدمين والذراعين والساقين أكثر تضررا، وهذه الحالة ناتجة عن فقدان الماء والزيت المفرط. عندما يحدث هذا، من الشائع الشعور بالحكة، والتقشر، والجلد الخشن الملمس، والتشقق مع أو بدون النزيف، والبقع الحمراء.

ما يجب القيام به؟

أفضل طريقة لعلاج البشرة الجافة هي وضع منتج مرطب مرتين أو ثلاث مرات في اليوم. 

– الأكزيما

الأكزيما هي حالة تؤثر على قدرة الجلد على حماية نفسه من المهيجات مثل الجراثيم أو المواد الكيميائية الموجودة عادة في مسحوق الغسيل والصابون وغيرها من المنتجات. يؤدي هذا التلامس إلى جعل الجلد شديد الحساسية للمواد التي لا تزعج الآخرين في معظم الأحيان.

التهاب الجلد التأتبي هو الشكل الأكثر شيوعا للإكزيما، ويبدأ عادة في مرحلة الطفولة، ويصبح “أضعف” بعد بضع سنوات، أو يختفي في مرحلة البلوغ. يصفه الأطباء بالثالوث التأتبي لأنه غالبا ما يكون مصحوبا بالربو وحمى القش. أعراض الأكزيما بشرة جافة و احمراره و شديدة الحكة و بقع حمراء إلى بنية اللون و متقشر.

ما يجب القيام به؟

قد يكون استخدام بعض الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل المراهم والكريمات للحكة وكذلك مرطبات البشرة الحساسة كافيا للتخفيف من الأعراض. ومع ذلك، إذا كانت الأعراض شديدة، فأنت بحاجة إلى استشارة طبيب الأمراض الجلدية.

– التهاب الجلد التماسي

يحدث بسبب تفاعل الجهاز المناعي مع مادة مهيجة مثل مادة اللاتكس أو المعدن، أو التهيج نتيجة للتهيج الناجم عن مادة كيميائية.

غالبا ما تتسبب نوبات التهاب الجلد التماسي في حكة الجلد واحمراره وحرقه ولسعه، وتشكل بثورا مليئة بالسوائل التي قد تتسرب وتشكل قشورا. المواد التي تسبب عادة التهاب الجلد التماسي هي: المنظفات، والمبيدات، والمجوهرات، واللاتكس، والنيكل، والطلاء، والأعشاب، والنباتات السامة، والمنتجات مثل الصابون والعطور، المكياج.

ما يجب القيام به؟

عادة ما يكون التهاب الجلد التماسي حالة تختفي من تلقاء نفسها، ولا ينبغي أن تستمر لأكثر من بضعة أسابيع. 

– الوردية

هي حالة جلدية مزمنة لا علاج لها. ومع ذلك، هناك العديد من الطرق لعلاج هذه الحالة، وتركز جميعها على تقليل أعراضها.

هناك أربعة أنواع فرعية من العد الوردي، لكل منها مجموعة أعراضه الخاصة. عادة ما يؤثر العد الوردي فقط على جلد الأنف والوجنتين والجبهة، وتشمل العلامات الأولى الاحمرار الذي يحدث بسهولة أكبر مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منه.  

تظهر أعراض أخرى مثل احمرار الوجه والأذنين والصدر والظهر، و نتوءات صغيرة وبثور في المناطق المصابة والأوعية الدموية، ويمكن أن تستمر لأسابيع وحتى شهور قبل أن تختفي.

ما يجب القيام به؟

استخدم المنتجات التي تحتوى على مكونات مهدئة وخالية من الصابون تعمل أيضا كمضادات للالتهابات، مثل عرق السوس والأعشاب البحرية ودقيق الشوفان الغروي. تجنب العلاجات مثل التقشير الكيميائي وتقشير الجلد والمواد الحمضية للبشرة، بما في ذلك حمض الجليكوليك وفيتامين سي.

– الشرى

هو نوع من الحكة الجلدية التي تحدث في معظم الحالات بسبب رد فعل تحسسي تجاه دواء أو طعام أو بسبب مادة مهيجة في البيئة تسمى مسببات الحساسية.

عادة ما تكون حمراء أو وردية أو بلون اللحم، وأحيانا تكون حكة أو مؤلمة. تختفي معظم حالات الطفح الجلدي من تلقاء نفسها، لكن يحتاج البعض إلى العلاج بأدوية الحساسية. الحالات المزمنة أو تلك المصحوبة برد فعل تحسسي شديد تثير القلق وتتطلب التدخل الطبي لتجنب التسبب في مشاكل كبيرة.

ما يجب القيام به؟

عادة ما يختفي الشرى من تلقاء نفسه، ولكن يمكنك استخدام دواء مضاد للهيستامين لحل المشكلة بسرعة أكبر. ومع ذلك، إذا كان ناتجا عن التلامس المباشر مع مادة مهيجة، فقد يكون العلاج مطلوبا حتى يحدث الطفح الجلدي. عادة ما يتم إعطاء مضادات الهيستامين عن طريق الفم وكريمات الستيرويد ومسكنات الألم.

– الجلدية الضوئية

قد تتسبب أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) في الإصابة بأمراض الجلد الضوئية. يمكنهم تنشيط جهاز المناعة، مما يؤدي إلى حدوث تفاعل يسبب طفح جلدي أو بثور أو بقع متقشرة على الجلد. هناك بعض الصعوبة في تشخيص المشكلة لأن أعراضها تشبه إلى حد كبير الحالات الأخرى. لهذا السبب، سيتحقق الطبيب مما يلي:

تظهر الطفح الجلدي فقط على أجزاء الجسم المعرضة للشمس.

إذا كانت الخطوط الواضحة تميز الجلد المكشوف والمغطى.

إذا تفاقمت المشكلة في فصلي الربيع والصيف، وهما موسميان يتعرض فيهما أكثر للشمس.

لا يتأثر الجلد المغطى بالشعر مثل الجفون أو الذقن.

ما يجب القيام به؟

استخدام واقي من الشمس، والملابس التي تغطي الجلد، وخاصة تلك التي تقلل من آثار الأشعة فوق البنفسجية والصبار، وهو طبيعي وقادر على المساعدة في تهدئة البشرة المصابة بحروق الشمس. 

– كثرة الخلايا البدينة الجلدية

تكون البقع الصغيرة المسطحة تماما أو السمراء أو الحمراء على الذراعين أو الساقين أو الرقبة أو المعدة عبارة عن كثرة الخلايا البدينة الجلدية. تعد الخلايا البدينة جزءا من الجهاز المناعي وعادة لا تسبب أي مشكلة، ولكن عندما تشعر بالتهديد فإنها تطلق مواد كيميائية تسبب التورم.

يحدث كثرة الخلايا البدينة الجلدية عندما يتراكم عدد كبير جدا من الخلايا البدينة في الجلد، ولن تظهر الأعراض حتى تتلامس مادة مزعجة مثل العطر، والمستحضر، وتغيرات درجة الحرارة، والأدوية، والحكة، والضغط العاطفي مع الجلد وتؤدي إلى رد فعل.

ما يجب القيام به؟

يتم علاج كثرة الخلايا البدينة الجلدية بمضادات الهيستامين وكريمات الستيرويد للتطبيق الموضعي. ومع ذلك ، إذا كانت الأعراض شديدة ، فقد يوصي الطبيب لعلاج إشعاعي يسمى علاج PUVA.

نصائح

– استخدام منشفة خاصة لتنشيف الوجه والبشرة وتعريضها يوميا للشمس.

– استخدام واقي للشمس قبل 20 دقيقة من التعرض للشمس وتجديده كل 3 ساعات و وضع نظارات شمسية.

– استخدام مقشر الوجه لإزالة الأوساخ والخلايا الميتة ووقاية المسامات من الإنسداد 3 مرات في الأسبوع.

– غسل البشرة يوميا بالماء والصابون الطبيعي لنظافتها و عدم إنسداد المسامات والحفاظ على تنفس الخلايا.

اتباع نظام غذائي صحي وخالي من الدهون المشبعة كالمقالي والزيوت والسكريات.

الإكثار من شرب الماء يوميا.