لماذا طعم طعام الطائرة سيء؟ أجوبة العلم

د. إيمان بشير ابوكبدة 

طعام الطائرة دائما ما يكون طعمه هو نفسه، بغض النظر عن القائمة. يلقي الكثير من الناس باللوم على شركة الطيران، لكن ربما لا علاقة لها بقلة النكهة في الأطباق المقدمة.

تشير دراسة أجراها معهد فراونهوفر لفيزياء البناء، ومقره شتوتجارت بألمانيا، إلى أن تصور الطعام والشراب من قبل براعم التذوق يختلف عندما نطير على ارتفاع يزيد عن 10 كم . علاوة على ذلك، تتم الرحلة في مقصورة تحتوى فيها نسبة الرطوبة في الهواء المعاد تدويره على 12٪ فقط.

في ظل هذه الظروف، تصبح الممرات الأنفية شديدة الجفاف، مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الجهاز الشمي. نظرا لأن الرائحة تلعب دورا أساسيا في التذوق، فإن إدراك مذاق الطعام الذي يتم تقديمه على متن الطائرة يتأثر، ويصبح أكثر ليونة.

يشير البحث، الذي نشر في العقد الماضي، إلى أن القدرة على تذوق المذاق الحلو تنخفض بنسبة 20٪ بسبب الهواء الجاف في الطائرة، إلى جانب الضغط المنخفض. يمكن تقليل كثافة النكهات المالحة بنسبة تصل إلى 30٪.

الضوضاء وعوامل أخرى

أخبر أندريا بورداك-فريتاغ، المتخصص في كيمياء الروائح، والذي شارك في تأليف الدراسة، موقع المعهد الألماني على الإنترنت أن الطعام والشراب الذي يتم تقديمه على متن الطائرات “هو نفس مذاقك عندما تكون مصابا بنزلة برد “. وهناك سبب آخر: ضجيج الطائرات.

مستويات الضوضاء العالية، مثل تلك الصادرة عن توربين الطائرة، والتي تصل إلى 80 ديسيبل في المقصورة، لها أيضا تأثير كبير على إدراك النكهات الحلوة والمالحة. وبالتالي، يمكن الحد من الاستمتاع بالطعام عندما يتعرض الشخص لضوضاء مفرطة، تعادل تلك الموجودة في المكنسة الكهربائية.

يجدر أيضا تسليط الضوء على احتمال تأثر النكهات بعملية إنتاج الأطباق المقدمة أثناء السفر الجوي. يمكن أن يبدأ التحضير قبل ساعات، على اليابسة، يليها التعبئة والتبريد والنقل إلى مكان الشحن.

كل هذا يمكن أن يستغرق ساعات، حسب مكان إعداد القائمة، وهناك حاجة لإعادة تسخين الطعام على متن الطائرة قبل تقديمه. بالاقتران مع العوامل التي أوضحها العلم، من الممكن أن تساهم العملية في الذوق اللطيف الذي يشتكي منه العديد من الركاب.

كيف تخفف الآثار؟

تتمثل إحدى طرق تقليل آثار الجفاف والضغط المنخفض والضوضاء على إدراك النكهات أثناء السفر الجوي في اختيار قائمة مختلفة. أحد البدائل هو الأطعمة الغنية بالأومامي، مثل الفطر واللحوم القديمة والطماطم، لأنها تحتفظ بنكهتها حتى في بيئة المقصورة.

تظهر أيضا الأطباق التي تحتوى على الأطعمة ذات النكهات الحارة والحامضة والمرة كخيار، حيث لا تتأثر أيضا بالظروف الموجودة على متن الطائرة.