القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

إيترو عا 

117

وفاء خروبة

 

كان نهر النيل في اللغة المصرية القديمة يطلق عليه إسم “إيترو عا” بمعنى “النهر العظيم أما الأصل اللغوي لكلمة “النيل” الذي يعتقد الأغلبية أنها تعود إلى أصل يوناني ، كما ذكر بعض المؤرخين فهذا الأمر غير صحيح ، فكلمة النيل مشتقة من أصل مصري صميم ، من العبارة “نا إيترو” والتي تعني النهر ذو الفروع، ثم مع مجيء اليونانيين لمصر نُطقت “نايلوس” وتعني الوادي، ثم بعد الفتح العربي لمصر سُمي النهر “النيل إشتقاقا من الإسم اليوناني 

كما أطلق أجدادنا المصريون القدماء على مجرى نهر النيل إسم حبت إنت إيترو أي مجرى النهر ، وأطلقوا على فروعه السبعة الكبرى (التي لم يتبقى منها غير فرعين فقط “رشيد” ودمياط ، في أرض “كيميت مصر القديمة) “إيترو نو كيمت” أي (فروع الأرض السوداء) 

كما سُمي نهر “النيل” بمسمى “إيتيرو” ، بمعنى النهر الكبير 

وبقي إسم إيترو عا الأصلي قائما إلى يومنا هذا ، وننطقه دون أن نعرف أصله التاريخي ، فنحن نقول إسم “ترعة” ، إشارة إلى الفروع الصغيرة المنبثقة من النهر والمنتشرة على طول مجراه من الشلال إلى البحر المتوسط ، وكلمة ترعة هي نفسها الإمتداد اللغوي لكلمة إيترو عا

وعلى مر التاريخ قدَّس المصريون القدماء نهر “النيل” بإعتباره مصدر الحياة والخير والخصب والنماء في بر “مصر” ، وقد رمز المصريون القدامى للنيل بنتر سموه “حعبي” ويعني الإسم (صاحب السعادة) ، ونٌطقت “حابي” بعد تخفيف حرف العين في الإسم ، وقد تخيلوه على هيئة رجل جسمه قوي و له صدر بارز و بطن ضخم كرمز لإخصابه .

وقد أخذت اللغة الإنجليزية كلمة “حابي” للدلالة على الفرح والسرور فأدخلوها كما هي وكٌتبت “Happy

وقد إرتبطت بنهر النيل العديد والعديد من القصص والأساطير ، الصحيح منها ، والخرافي 

ومن أشهر الخرافات والأساطير التي رٌوت عن نهر “النيل” ، أن المصريين القدماء كانوا يقدمون للنيل الذي يرمز لخيره بالنتر “حابي” في عيده يوم وفاء النيل فتاة جميلة ، يتم تزيينها وإلقاؤها في النيل كقربان 

ومن ثم تتزوج الفتاة بالنتر “حابي” في العالم الآخر ، إلا أنه في إحدى السنين لم يبق من الفتيات سوى بنت الملك الجميلة ، فحزن الملك حزنا شديدا على إبنته ، ولكن خادمتها أخفتها وصنعت عروسة من الخشب تشبهها ، وفي يوم الحفل ألقتها في النيل دون أن يتحقق أحد من الأمر ، وبعد ذلك أعادتها إلى الملك الذي أصابه الحزن الشديد والمرض على فراق إبنته 

وهذه القصة خرافة قطعا ، لأن الثابت تاريخياً أن ديانة المصريين القدماء لم تكن تسمح بتقديم قرابين بشرية (دليل جديد على وحدانية المصريين القدماء ، فجميع الديانات القديمة ذات الآلهة المتعددة كانت تعرف القرابين البشرية ، أما المصريون القدماء فلا يوجد نص واحد يدل على وجود مثل هذه القرابين طوال عصور مصر القديمة 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات