القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أعداء النجاح

240
د. طارق درويش
أن النجاح الذي نحققه في الحياة الشخصية والمهنية يكشف في المقابل عن نفسيات المحيطين بنا، منهم الفاشل الذي يريد أن يعمم تجربة فشله على الآخرين، ومنهم الحاقد الذي لا يسره هذا الإنجاز أو ذاك المجهود، ومنهم الخائف على منصبه، أو المغرور ممن يرى نفسه فقط في القمة وكأنها وُجدت له.
إعاقة النجاح وإفشاله
وجميعهم في النهاية يحاولون إحباط أي مشروع يقود للنجاح والأبداع، وإن أصعب محاولات إعاقة النجاح وإفشاله، حينما تكون من أقرب الناس إلينا، من لا يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف، والعمل هو الرد البليغ على أعداء النجاح، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يؤلم الفاشلين أكثر من استمرارية نجاح الناجحين، الحاسدين يؤلمهم نجاح الناجحين، ولا يستخدمون أساليب المنافسة المشروعة، وهذا حال الفاشلين دائماً.
سقوط المنافس
الذين يسعون إلى تطوير أنفسهم، بل يلجؤون إلى أشنع الوسائل لتحطيم المنافس، على اعتبار أن سقوط المنافس نجاح لهم، حتى وهم يعلمون علم اليقين أن المشكلة الرئيسة فيهم لا في منافسهم؛ فلقد أكلت الغيرة قلوبهم، وعشش الحسد في صدورهم، فسرعان ما يعلنون عليه حربا خسيسة، سلاحهم فيها الكلمة الكاذبة والإشاعة المفترية، أنهم يهدفون إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية، مما يؤثر على كفاءة الناجحين في العمل الأساسي.
فإنهم لا يعرفون سوي تعرض الغير للإهانة أو للشكوى، فهم لا يعرفون التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي،
فخ الغرور
والمهم فيهم هو التردد وليس هم واثقون بالله ثم بنفسهم، فيهتز ويرضخ لأية مخاوف، إضافةً إلى أهمية أنهمّ يقعون في فخ الغرور، بالنظر إلى غيرهم بأنهم أحسن منه، مما يجعلهم يحفرون قبر نجاحهم بأيديهم، “إن عدو النجاح لا يستطيع أن يكون عالمًا، ولن يستطيع أن يكون مُتعلِّمًا، ولا يَستطيع أن يحبَّ العلماء، إلا أنه يستطيع أن يُبغضهم”، ومعنى ذلك أنه لا يحفز نفسه على محبة الخير للآخرين.
عدو النجاح قد يعرض الكثير من الناس إلى سلوكيات مزعجة ومؤذية؛ نتيجة نجاحهم أو تميزهم في العمل أو في الحياة عموماً، سلوكيات من شأنها إلحاق الأذى بهم دون أن يقترفوا أي ذنب سوى أنهم ناجحون ومميزون، ولا يحرص على إيصال النفع لهم، وعدم الإضرار بهم؛ فلا يعرف الخير والصفاء والنقاء والمحبة والسلام بين أبناء المجتمع. وغالباً تأتي تلك السلوكيات ممن هم أقل منهم من حيث القدرات الاجتماعية أو الذهنية.
عدم تحقيق الطموح
أعداء النجاح الذين يحاولون بسعيهم وهجومهم المريض محاربة كل ناجح لا يعترفون بتميزه أو إنجازاته، في حين أننا مجتمع مسلم تعلمنا وتربينا على أن نحب لأخوتنا ما نحب لأنفسنا، لم تسمع منهم إلاّ عبارات التحطيم التي تهدف إلى الإعاقة وعدم تحقيق الطموح، وبعدم الالتفات لتلك الأقوال المحبطة يلجؤون إلى ما هو أسوأ من الكلام المحبط المباشر لتصل أساليبهم إلى بث الشائعات والاتهامات، و أن هناك دائماً من يحرص على بقائك بنفس مستواه ومرتبته كونهم عاجزون تماماً عن المنافسة الشريفة، أن أكثر ما يثير الاستياء، هو وجود تلك الفئة بكثرة في بيئات العمل، فلا هم الذين أنجزوا وتميزوا، ولا هم الذين يتركون غيرهم ينجز وينجح فعلى الشخص أن يفرض نفسه في مجالات عدة وحيت لديهم طاقات تفرض نفسها حتى ولو كانت بيئة العمل أكثر المحبطين والمحاربين لهم،
اتباع الطريقة المثلى
باتباع الطريقة المثلى لمواجهة تلك الفئة وهي التجاهل والإعراض، إضافةً إلى الاستمرار بخطوات واثقة. تغافل عن كل من يحاول إحباطك وتخلص من حساسية ردود الفعل ولا تقع في فخ الغرور.
أعداء النجاح، الذين يكرهون النجاح ويهاجمون الإبداع، ويحاولون بسعيهم المريض تثبيط الهمم لكيلا تنتج أبدا! إذا تمنيت أن تنجز إنجازا عظيما، تذكر أن كل إنجاز يتطلب قدرا من المجازفة، وأنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء، لأنك تتعلم دروسا.
لن تضل الطريق لو تمسّكت باحترام الذات ثم احترام الآخرين وتحمل مسؤولية كل فعل». إذن فأعداء النجاح لا يجب أن نلتفت إليهم، لأنهم أساسا ليسوا كفوئين، فلا تزيدنا عداوتهم إلا كل تميز ورغبة في البحث عما هو أفضل لنصل بطموحنا إلى التميز.
الأعذار أو الحجج
أن أعداء النجاح لديهم بعض الأعذار أو الحجج التي يسوقها الفرد لتبرير التسويف؛ كأن يقول لنفسه إنه يعمل أفضل تحت ضغط الوقت، أو ما زال الوقت مبكرا، أحتاج إلى مشروب جيد قبل البدء، أنا مشغول جدا الآن، سأبدأ فيه غدًا أو مع بداية الأسبوع. والنقطة التي تجب الإشارة إليها هنا ضرورة مواجهة كل هذه الأعذار وعدم الاستجابة لها، وأن أعداء النجاح حولنا لا عدد ولا حصر لهم. وهم ذوو صفات كثيرة، منها: الانهزامية، الفشل، السلبية، العدائية، لعدم القدرة على النجاح والتجدد والإبداع وتطوير الذات، إضافة إلى أنهم ضارون لأنفسهم ومجتمعهم، فلا ينجزون ولا يتركون غيرهم ينجز.
معرفة الذات
إن الإنسان الضعيف غير الواثق من نفسه الذي تمتلئ روحه بالحقد والحسد وتهتز نفسه بين يديه ويضيق عقله عن التفكير المتزن، هو ذلك الذي يحمل قلباً مريضا، ولا يجد في ذاته إيجابيات تعطيه نوعاً من الوجود، هو ذلك الذي تمتلئ ذاته بالسلبيات، يضيق هو بها، وبالتالي لا يجد وسيلة للتخفيف منها سوى إسقاطها على الآخرين، في محاولة بائسة يائسة ليرتاح مما تحمله ذاته من سقطات فكرية وأعباء نفسية مؤلمة، تلك بالضبط حال من يشعر بالنقص والأسى وتدن في معرفة الذات، وبالتالي لا سبيل له سوى النيل والهجوم على الآخر.
النفس المريضة
الشائعات المغرضة والاتهامات الزائفة ما كانت لولا نفوس مريضة حاقدة حاسدة تنهش قلوبهم نار الغيرة، مما وصل الناجح إليه. غير أن الناجح أكبر من أعدائه ما يدفعهم إلى النظر إلى الآخرين الناجحين في حياتهم وأعمالهم بحسد وغيرة وكيد محيث يحاولون دائما أن يقللوا من شأن نجاحهم، ويعتبروا أنهم محظوظون في هذا النجاح لا أكثر ولا أقل! يكرهون كل جميل. أعداء النجاح أصبحوا كثر، أسلوبهم التحطيم، الغدر، والطعن في الظلام للنيل من همم من هم أكبر منهم نجاحا ليثنوهم عن تحقيق طموحاتهم، لأنهم أساسا أعداء النجاح، لايشعرون بأنهم قابعون في الفشل!
قد يعجبك ايضا
تعليقات