القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أسباب الفقر

268

كتبت نورهان فؤاد

يعرف الفقر بأنه العوز والحاجة وهو ضد الغنى، فالفقر هو الافتقار إلى الوسائل المادية اللازمة لتلبية الحاجات الأساسية اللازمة للبقاء، وهذا يعنى أن العجز عن تلبية هذه الاحتياجات للدرجة التي تسبب الجوع أو الموت أو تلبية احتياجات الأكل والشرب والمسكن بشكل لا يتواءم مع متطلبات الحياة الكريمة يعد فقرا، وهناك أكثر من مفهوم وتعريف للفقر فهو أيضا عدم قدرة الفرد على توفير الدخل اللازم لتلبية الحاجات الأساسية مثل/ الغذاء، والمأوى، والملبس، والتعليم، والصحة، والنقل فيختلف مفهوم الفقر باختلاف معايير الثقافة والزمان والمكان

فيعرف أيضا بأنه عدم القدرة على توفير الحد الأدنى من مستوى المعيشة المطلوب والمرغوب فيه اجتماعيا، وهو يشكل حالة من الحرمان المادى وتدنى المستوى الصحى والتعليمي والوضع السكنى وعدم القدرة على توفير مصادر احتياطية أو ضمانات مادية لمكافحة ومواجهة الأزمات المفاجئة مثل المرض أو الإعاقة أو البطالة أو الكوارث.

أسباب الفقر

أسباب متعلقة بالفرد والمجتمع

•عدم توافر الماء والغذاء الكافيين

يعانى أكثر من 800 مليون شخص حول العالم من الجوع، كما يعانى أكثر من مليارى شخص من عدم توافر المياه الصالحة للشرب داخل منازلهم مما يجعل انتشار الجوع وعدم توافر المياه أحد الأسباب الرئيسية لإنتشار الفقر،

فإن عدم حصول الإنسان على الغذاء الكافى الذى يشبع حاجاته يعنى عدم امتلاكه للطاقة اللازمة للقيام بمتطلبات العمل، ونقص الغذاء وعدم توافر الماء النظيف يؤدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة، وبالتالى تظل هذه الأمراض تنهش فى أجسادهم حتى الموت لعدم امتلاكهم التكلفة المادية اللازمة للعناية الصحية.

الحروب والكوارث

بسبب الأوضاع السياسية غير الآمنة فتهرب الكثير من الأسر من أوطانها تاركين وراءهم منازلهم ووظائفهم وهذا سببا لانتشار الفقر بشكل كبير وايضا البلاد التى تعانى من حروب أهلية حيث تؤدى هذه الحروب إلى خفض انتاجيتها وتقلل من الناتج القومى لها، ويؤدى عدم الإستقرار السياسى الذى تسببه الحروب إلى انخفاض عدد المستثمرين في هذه الدول، وبالتالى يترتب عليه ضعف فى تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحه والمياه، كما أشار الباحث ديليس وليامز فى مشروع بورجين قائلا “إن أشد بلاد العالم فقرا هى البلاد التى عانت حروبا أهلية، واضطرابات سياسية، وجميع هذه البلاد تمتلك حكومات ضعيفة لا تستطيع حماية سكانها من العنف”

ضعف التعليم

حيث يمثل أحد أخطر أسباب انتشار الفقر انخفاض مستوى التعليم، ولا يعنى ذلك معاناة جميع الأشخاص غير المتعلمين من الفقر، ولكن ضعف التعليم يعد عاملا له دور كبير فى الوصول إلى حالة الفقر، فالتعليم يعد بابا رئيسيا لحصول الفرد على وظيفة تضمن له مستقبل جيد، وقد أشارت منظمة اليونسكو العالمية أنه يمكن حماية 171 مليون شخص من الفقر الشديد عند اكتسابهم مهارات القراءة الأساسية فقط، فزيادة نسبة التعليم تؤدى إلى تقليص نسبة الفقر فى العالم إلى النصف.

تدنى الأجور

أحد العوامل المتسببة للفقر هو انعدام الدخل أو انخفاضه، فيؤدى انخفاض الدخل لانخفاض الحد الأدنى للأجور مما يضطر الفرد للعمل فى أعمال ذات أجور منخفضة، فالبرغم من أن البطالة والفقر مشكلتين مترابطتتين إلا أن البنك الدولى نفى أن تكون البطالة هى السبب الأساسى للفقر

حيث أشار البنك الدولى فى دراسة له فى إحدى الدول العربية إلى أن 6% فقط من مجموع الفقراء فيها هم من المتعطلين عن العمل.

تغير المناخ

حيث يؤكد البنك الدولى أن تغير المناخ يمكنه تحويل حياة 100 مليون شخص إلى حالة من الفقر الشديد خلال العشر سنوات القادمة، حيث إن الكوارث الطبيعية كالجفاف، والفيضانات، والعواصف تؤثر بشكل أكبر على المجتمعات الفقيرة حيث ليست لدى هذه الدول الإمكانيات لمواجهة هذه التغيرات المناخية، وحيث أن معظم الفقراء فى العالم يعتمدون على الزراعة، والصيد فيملك هؤلاء قوتا يكفيهم لموسم واحد فقط، ولا يملكون الاحتياطى المادى اللازم فى حالة وقوع أى كارثة طبيعية محتملة، فبسبب التغيرات المناخية الصعبة يفقد ملايين الناس احتياطهم من الطعام ويصبحون أكثر فقرا ويصعب عليهم الوصول إلى الإكتفاء الذاتى الذى كانوا عليه سابقا.

•سوء الحالة الصحية

يؤدى سوء الحالة الصحية كالعجز أو الإصابة بمرض معين إلى صعوبة فى القدرة على الوصول إلى مكان العمل، إضافة إلى ما يحتاجه من تكاليف مالية إضافية بشكل يومى لتوفير العلاج اللازم.

•التمييز العنصرى

فقد يتسبب كون الإنسان فردا فى أقلية ما فى بلد معين كالمهاجرين فى بلاد المهجر، أو المجموعات ذات الأصول العرقية المختلفة فى معاناته من تمييز عنصري قد يؤدى به إلى الفقر بسبب انخفاض فرصته فى الحصول على وظيفة أو فى الحصول على الخدمات الأساسية.

•عدد أفراد الأسرة

فإن الأسرة الكبيرة تكون أكثر عرضة لخطر الفقر من غيرها من الأسر، فإذا كان الأب فيها هو المعيل الوحيد فهذا قد يزيد الوضع صعوبة إذا لم يجد رب الأسرة فرصة عمل ذات دخل يتناسب مع هذه الاحتياجات الكبيرة.

أسباب أخرى للفقر ظهرت فى العديد من البلدان

• ارتفاع معدل النمو السكانى

•التعرض للحالات المفاجأة مثل الأزمات الاقتصادية أو الكوارث الطبيعية أو الفقر البيئى

•انخفاض عدد الوظائف المتاحة

•انخفاض عدد القوى العاملة الخبيرة

•انخفاض معدل النمو الاقتصادي.

أثر الفقر فى التعليم

يعد التعليم الجيد بالنسبة للفقراء مطلبا يصعب الحصول عليه بسبب ما يتطلبه من تكاليف مادية لازمة لتلبية احتياجاتهم كشراء الكتب وصعوبة توفير وسيلة نقل مناسبة ويتضح أيضا أثر الفقر على الطلبة الفقراء فى عدم قدرتهم على متابعة دروسهم المدرسية بسبب صعوبة التركيز أثناء الدراسة فى مكان غير مناسب للعيش، وبسبب سوء التغذية نتيجة لعدم تناولهم الطعام بانتظام.

فالفقر مشكله كبيرة يجب  التصدى لها وأن نجد حلول سريعه لهذه المشكله لإنقاذ حياتهم وتأمين مستقبلهم وضمان حياة كريمة لهم والتى هى أبسط حقوقهم فى الحياة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات