القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بطولات ميدان الأربعين

120

كتبت_هبه حسان

سجلت محافظة السويس الباسلة تاريخ عريق من البطولات منذ الاحتلال الإنجليزي وتوالت هذه البطولات في التصدي ،وقهر القوة التي لا تقهر من الاحتلال الإسرائيلي، ومنعهم من الدخول إلي السويس، والوقوف ضدهم بأبسط الأسلحة، وسطر شعب السويس انتصارات عدة ناجمة عن وطنية ليس لها مثيل
وتوارث الأجيال شجاعة الأجداد ،
وبدأ هذا يظهر جليا في عدة مشاهد بطولية لهذا الشعب الباسل
في مشهد مهيب في ميدان من أهم الميادين في محافظة السويس
( ميدان الأربعين )
الذي يقع في شارع الجيش ويعود تسمية هذا الميدان بهذا الاسم نسبة إلي مسجد سيدي الأربعين وهو من أهم المساجد بمحافظة السويس
والذي يربط بين ثلاث أحياء حي السويس ،وحى الأربعين، وحي فيصل
ولذلك كان نقطة لتجمع جميع الثوار قبل ثورة 25يناير احتجاجا علي الأوضاع السياسية ،والاقتصادية التي تمر بها البلاد
بدأت الثورة بتجمع بسيط من بعض الرموز السياسية ،والحزبية ثم انضمام الشباب الثائر ضد الفساد ،والمعارض للغلاء والبطالة التي أصبحت سرطان دب في أواصر الدولة، وأدى للانهيار في كل مؤسسات الدولة
وهنا كانت الشرارة ،ونقطة انطلاق الثورة في محافظة السويس
حيث تجمع عدد أكبر من الشباب في نهاية اليوم ،ومكث الكثير منهم وحاولوا الخروج ،والتحرك من الميدان للاتجاه نحو المحافظة ولم تسمح قوات الأمن بالتظاهر إلي مبني المحافظة إلي أن إرادة الشعب غلبت القوة ،وتحركت المسيرة إلي مبني ديوان عام المحافظة وأثناء ذلك تصدت قوات الأمن للمظاهرة وحاولت منعها وتفريق المتظاهرين.
وقرر المتظاهرين في هذا الوقت الاعتصام في ميدان الأربعين من ترديد هتافات تعبر عن مطالبهم المشروعة وتصاعدت الأحداث وتطورت بين المتظاهرين وقوات الأمن إلي أن سقط الشهيد الأول وهو الشرارة الذي أشعلت نيران الثورة في جمهورية مصر العربية وهو الشهيد (مصطفي رجب )
وبدأ الالتحام والهجوم علي الأمن وأخذت الأعداد تتزايد وتتزايد معها التدابير الأمنية والتضييق علي المتظاهرين
امتلأت الشوارع بالاحتجاجات والدماء
وتم اندفاع الأهالي بالآلاف أمام المشرحة لسقوط أول ثلاث شهداء
وتم منع الأهالي من تشيع الجثامين مما أوقد نار الثورة في محافظة السويس
ومن هنا تدافع الأهالي ضد قوات الأمن بالحجارة والعصا أمام الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع من قوات الأمن
وكانت جمعة الغضب من السويس وتم حرق قسم الأربعين الذي كان رمز للتعذيب والفساد لشعب السويس، ومنه انتقل إلي جميع أقسام السويس وأغلقت جميع محاور السويس أمام الثوار ولكن الزمام قد أفلت من الأمن ،وانسحب الأمن تماما من محافظة السويس وقام أهالي السويس بحماية ممتلكات المحافظة وعمل لجان شعبية حتى تخرج شمس الحرية بسلام علي شعب السويس الباسل
وبعد ذلك جاء نبأ التنحي، وأخذ الجميع يتجمهر في ذلك الميدان احتفالا بتلبية مطالب الشعب في إسقاط النظام
ورحب واحتفل بالمجلس العسكري وتضامن معه وكان معين له ولجميع قراراته .
وحين تم الانتخاب ،وافرزت الانتخابات ونتج عنها استيلاء الإخوان علي حكم مصر .
كان من يؤيد فكرة حكم مدني للتغير ليس أكثر وأنه من الإنصاف أن نعطي لهم الفرصة لإثبات وطنيتهم، ولاحتواء البلاد وعدم الازلاج بالوطن في حرب أهلية، وإنقاذ اقتصاد البلاد الذي إنهار في هذه الفترة ولكن سرعان ما استوعب شعب السويس الموقف وانتفض مرة أخرى، وخرج مستحلفا ألا يعود إلا بالحرية، والتحرر من هذا الحكم الظالم الذي يباع فيه وطن قدر له أن يكون هؤلاء حكامه.
وفرض علي محافظة السويس حظر التجوال لمنعهم من النزول ،ولكن لم يمتثل هذا الشعب الذي تحدى أجداده قوات الاحتلال من قبل أن ينفذ هذا القرار وتم كسر قرار حظر التجوال في محافظة السويس ،
وتجمع شباب، وشيوخ ،وسيدات، وأمهات، وأطفال بميدان الأربعين، وهتفت هتاف واحد هو (انزل ياسيسي مرسي مش رئيسي )
وفعلا لم يعود أحد إلي منازلهم ،واعتصموا بالميدان ،وخرج وزير الدفاع بقرار إعطاء مهلة للحكومة، والرئيس لإنقاذ البلاد واحتواء الموقف ،وتلبية طلبات الشعب ،
وفي نهاية المهلة لم يخاف الشعب من تهديدات الإخوان بعدم النزول للميادين، ونزل شعب السويس إلي الميدان للمطالبة برحيل الإخوان عن مصر،
وفي ساعات الليل الأولي كان قرار السيسي التاريخي والامتثال لمطالب الشعب ،وعزل الرئيس محمد مرسي، وتعطيل الدستور، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا حكم البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية .
وهنا علت أصوات الفرحة في كل مكان وأقيمت الاحتفالات في جميع أنحاء المحافظة احتفالا برجوع مصر لأهلها
ووقوف الجيش المصري بجانب الشعب المصرى .
وكان هذا الميدان، وظل إلي الآن رمز الحرية وأطلق عليه ميدان الشهداء تخليدا لذكرى سقوط أول شهداء لثورة 25يناير
وشهداء جمعة الغضب بالسويس .

قد يعجبك ايضا
تعليقات