القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

علي بنات كما لم نعرفه

96

 

تقرير _نهال يونس

مر على وفاته عام كامل ومن خلال هذا التقرير ستعرف من هو “علي بنات”
كان علي بنات يمتلك شركات في أستراليا في عدة مجالات حتى عام 2015 وبعد أن تم تشخيصه بالسرطان، كرّس ما تبقى من حياته للعمل في المجال الخيري، وقام بتصوير فيديو “الموهوب بالسرطان”، والذي أجرى فيه صديقه محمد هوبلوس مقابلة معه، وانتشر على موقع يوتيوب، بعد تشخيص إصابته سارع بنات لبيع جميع أعماله التجارية وسافر إلى دولة توغو الأفريقية التي يعيش 55% من سكانها تحت خط الفقر. ووفق الإحصاءات، فإن المسلمين يمثلون ما بين 12 و 20% من سكان هذا البلد، وسرعان ما قرر رجل الأعمال الشاب توظيف ماله في بناء مسجد ومدرسة للأطفال القرويين، ولاحقا وسع نطاق نشاطاته وأنشأ مشروعا تحت عنوان “المسلمون حول العالم” Muslims Around The World وخلال السنوات الثلاث الأخيرة تم جمع 797 ألف دولار، ويجري تقديم المزيد من التبرعات

قرر المليونير الشاب “علي بنات” أن يتبرع بكامل ثروته من أجل فقراء المسلمين في العمق الإفريقي ..
أمام منزله الأنيق في استراليا يصطف أسطول من السيارات المبهرة على رأسها واحدة تعد أقوى وأسرع سيارة في العالم “سبايدر فيراري ” حيث تبلغ قيمتها وحدها 600,000 دولار.
في يده سوار من الماس قيمته 70.000 دولار .
أما غرفته الخاصة فهي مليئة بالملابس، والحقائب، والأحذية الرياضية، والساعات، والنظارات، والقبعات، والأغراض الأخرى التي أعدت خصيصا له من قِبل أشهر بيوت الأزياء العالمية المقدر كل منها بآلاف الدولارات .
حياة ” علي ” المليئة بالثروة والرفاهية، قلبت رأسًا على عقب حين تم تشخيصه بمرض السرطان من الدرجة الرابعة، وقرر الأطباء بأنه لن يعيش أكثر 7 أشهر، وهو الشاب البالغ من العمر 33 عام .
يقول ” علي ” : “الحمد لله .. رزقني الله بمرض السرطان الذي كان بمثابة الهدية، التي منحتني الفرصة لأتغير إلى الأفضل، عندما علمت بالأمر شعرت برغبة شديدة في أن أتخلص من كل شيء أمتلكه، وأن أقترب من الله أكثر، وأصبح أكثر التزاما تجاه ديني، وأن أرحل من هذه الدنيا خاويًا على أن أترك أثرًا طيبًا وأعمالًا صالحة تصبح هي ثروتي الحقيقة في الآخرة” ..
تحول ” علي ” من أكبر تجار الدنيا، إلى التجارة مع الله، قرر أن يتبرع بكل ماله حتى ملابسه تبرع بها .

قامت المؤسسة الخيرية ببناء المنازل والمساجد والمدارس وآبار المياه والمراكز الطبية وبيوت تأوي الآرامل والأيتام؛ كما قام ببناء أول مقبرة للمسلمين في توجو بالإضافة إلى الإمدادات الطبية والغذائية .
سئل “علي “: بعدما علمت حقيقة الدنيا، سيارتك الفارهه كما تساوي ؟
فقال : لا تساوي في قلبي قيمة نعل حمَّام، وإن ابتسامة طفل فقير أفضل عندي من هذه السيارة .
ثم يقول : إن اللحظات التي قضاها في إفريقيا مع فقراء المسلمين هي الأسعد في حياته على الإطلاق ، سعادة لا يمكن شراؤها بالمال، ولا يمكن أن تعوضها وسائل الرفاهية الباهظة الثمن.
منذ عام استرد الله وديعته، فكان يومًا حزينًا على المسلمين في كل من أستراليا وإفريقيا فقد فاضت روح “علي ” إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض .. رحل ونحن لا نعلم هل كان السرطان حقًا هدية له من الله أم أن علي هو الهدية التي منحها الله لفقراء المسلمين ..
رحل في جنازة مهيبة تحيطه مئات الآلاف من الدعوات المباركة التي سبقته إلى السماء ..
رحل علي وقبل رحيله علمنا حقيقة الدنيا الزائفة .

قد يعجبك ايضا
تعليقات