الطلاق الصامت، أسبابه، كيفية علاجه
د_ياسمين عبدالله
انتشرت ظاهرة الطلاق مؤخرا على نطاق واسع في عالمنا العربي، ولكن هناك ظاهرة أكثر انتشارا بين الزوجين، وهي الطلاق الصامت أو ما يسمى بالانفصال العاطفي أو الطلاق العاطفي.
وفي هذه الحالة لا يكون هناك طلاق، بل يبقى عقد الزواج ساريا بين الزوجين، ولكن كلا منهما يعيش بمعزل عن الآخر، وتأتي هذه الحالة عند غياب المودة والرحمة والمحبة التي تبنى عليها البيوت، فتنزع هذه الخصال الحميدة من قلوب الزوجين، ولا يبقى لها إلا واجب التواجد سويا، وهذه الحالة قد لا يعلم بها أحد خارج الزوجين، فأمام العائلة والأصدقاء، يكونان وكأنهما أكثر الأزواج تفاهما على الإطلاق، ولكن في خلوتهما، يخلعان قناع العائلة ويعودان إلى الفراق والصمت.
-أسباب الطلاق الصامت:
1. عناد الزوجين وأنانيتهم فكل طرف يريد أن تجري الأمور لصالحه، فالحياة الزوجية مبنية على معرفة حقوق وواجبات كلا الطرفين، ولكن إذا حدث اختلال في هذا التوازن من طرف قد يجعل الطرف الآخر يبتعد ، ومع مرور الوقت، قد يؤدي لرد فعل عنيف كالتمرد والصمت.
2. تراكم المشاكل، بالرغم من أنها قد تكون مشاكل صغيرة وليس لها تأثير كبير في حد ذاتها، ولكن عدم القدرة على الوصول إلى حل بمرور الوقت يؤدي إلى التراكم فيصبح في النهاية حاجزا كبيرا في العلاقة الزوجية من الصعب تخطيه.
3.عدم الاحترام، وعدم الشعور بالمسؤولية، وغياب المودة والحب بين الزوجين والتعامل بالقسوة والجفاء
4.الاختلاف فقد لا يكون أحد الطرفين قادرا على التكيف مع الآخر بسبب ثقافته أو بيئته أو عمره أو تعليمه المختلف، إضافة إلى وجود اختلافات في الطموح والهوايات والمعتقدات، مما يؤدي إلى العزلة عن الطرف الآخر ولا يوجد اتصال مشترك لأفكارهم.
5.عدم اعتماد الزوجين مبدأ المصارحة بينهما، وتجنب المناقشات ، وتجنب فتح الموضوعات التي تحتاج إلي الصراحة في معالجتها، مما يؤدي إلي إقامة حاجز بينهما
-علاج الطلاق الصامت:
1.اعتراف الزوجين بوجود المشكلة والاتفاق على ضرورة تعاونهما لحل هذه المشكلة وٳنقاذ زواجهما.
2.اللجوء إلى المختصين في الاستشارات الزوجية للحصول على النصح والمشورة.
3.الصراحة والوضوح في التعامل بين الزوجين ليتمكن كل منهما من فهم الآخر وفهم مشاعره بالشكل الصحيح وطلب ما يجعله يشعر بالسعادة في علاقته معه.
4.الحوار والتفاهم بين الزوجين والابتعاد عن الاتهام والتجريح والحرص على الخروج من الحوار بالحل الذي يرتضيه الطرفان.
5.تقدير كل من الزوجين الأعمال التي يقدمها الآخر وشكره عليها مهما كانت بسيطة.
6.يدرك كل من الزوجين أهمية الآخر في حياته ويعطيه الأولوية دائمًا.
7.الاهتمام بالعلاقة الخاصة بين الزوجين والإقلاع عن إشعار الطرف الآخر بأنها مجرد تأدية واجب.
8.مشاركة كل طرف هوايات واهتمامات الطرف الآخر.
9.التجديد في الحياة الزوجية لكسر الروتين وخصوصاً ما يدخل البهجة والسرور مثل اللعب والنزهات.
10.يجب على كل من الزوجين أن يمدح بعضهما البعض، وأن يشعروا بالامتنان والتقدير.
11.تقبل الطرف الآخر والغض عن عيوبه وعدم محاولة التحكم به.