القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الجريمة من منظور نفسي

262

‏كتبت/سالي جابر

‏القتل اليوم أصبح إحدى صور المرض النفسي؛ وراء كل جريمة قتل مرض نفسي يفسره المجتمع…بينما السؤال الأهم هو لماذا ؟!
لكن هل ممكن إزهاق روح بغير حق لأي سبب؟!
من يفعل تلك الجريمة ولا يُعاقبه القانون؛ رجل فقد عقله،
حينما يدخل الرجل غرفته يجد زوجته تخونه يفقد عقله ويخرج آلة حادة ليقتص بها لشرفه وعِرضه، لا يعاقب، أما إذا خرج خارج الغرفة ودخل المطبخ وأحضر سكينًا ثم دخل إلى الغرفة مرة ثانية وقتلها؛ هنا يُحاسب وينال عقابه، وهذا لأن فقدان العقل نتيجة صدمة يجعله يخرج عن عقله ويتصرف بطريقة هو نفسه لا يتخيلها، وهذا يحدث في أقل من الثانية.
الحالة الثانية لمن يقتل ولا يعاقبه القانون؛ هو المريض العقلي، وأقصد تلك الكلمة حرفيًا ما تحمله من صفات وأمراض عقلية.
لأن المرض العقلي هو الخروج عن الواقع، ثم ينفصل عن العالم وعن نفسه. لا يعلم ماذا يفعل أو يقول، مزدحمة الأفكار في رأسه، تتخبط الكلمات على لسانه وتنطلق مسرعة، حتى لا يفهمها السامع، وهذا المريض إن قتل لا يُعاقب.
أما الانتحار؛ وهو جريمة قتل الذات، فمن وصل لتلك المرحلة فهو شخص مريض نفسي، بين ثانية وأخرى قتل نفسه، بين عشية وضحاها خطرت له فكرة التخلص من حياته البائسة التي لم يجد لها حلولًا، ولا يجد من يقف بجانبه.
لكل جريمة قتل تفسير، والسلوك القاتل، وطريقة القتل ذاتها.
إذا رجعنا بالزمن وتذكرنا فيلم المظلوم، رجل سُجن خمس وعشرون عامًا ظلم، وتم اغتصاب زوجته، طيلة تلك الفترة وهو يفكر في الانتقام وسبله، يعلم جيدًا أنه يُعاقب وربما يُعدم، لكن من سُجن ظلمًا حتى فقد شبابه وحياته؛ لا يبقى على شيء، ولهذا اختار ميتة بشعة لكل شخص ممن ظلموه.
فيلم رد فعل، القاتل يعاني صعوبات نفسية شديدة في طفولته، فقرر الانتقام بالقتل تعويضًا عن نفسه التي ضاعت في زهوتها.
للقتل أسباب ودوافع فسرها علماء النفس الجنائي.

تعريف الجريمة Crime:

هي سلوك ينتهك القواعد الأخلاقية التي وضعت لها الجماعة جزاءات سلبية تحمل صفة الرسمية.
هي السلوك الذي تُحرمه الدولة لما يترتب عليه من ضرر على المجتمع، والذي تتدخل لمنعه بعقاب مرتكبيه. [1]

في عام 1929 في كتاب فرانز ألكسندر وهوجوستوب بعنوان المجرم والقاضي والجمهور[2] وجد تمييز واضح بين المجرم العادي الذي كان العقاب مناسبًا له، والكرم العصابي الذي يحتاج إلى علاج [3] في حين أعتبر أوتوفينيشيل معظم المجرمين هم عاديون وليسوا عصبيين( إذا كان لايزال لديهم دوافع غير عادية ونقص محتمل في الضمير الطبيعي) [4]
المقصود بالضمير هنا هو القوة التي تمنع الفرد من ارتكاب الخطأ وتحاسبه عليه

دوافع السلوك الإجرامي:
• دوافع مادية واقتصادية للسرقة، الرشوة، تأتي بدافع المال، القتل، ربما بدافع الطمع والمال.

• المحاكاة والتقليد:
لم يكن هذا الدافع قويًا إلا أنه وبالتأكيد الطفل الذي يتربى في بيئة عدوانية، أو تعرض التنمر تكبر لديه الرغبات العدوانية، تقليد بعض المشاهد التليفزيونية للعنف تُولد لدى الطفل رغبات عدوانية.[5]

• الخلافات الشخصية:
لها أسباب عديدة ومختلفة؛ دفاعًا عن الشرف، خلافات عائلية، وقد تصل لتصرفات إجرامية.

• إثبات الذات والحفاظ على السلطة:
كل شخص يحاول الحفاظ على مكانته وإثبات ذاته، ربما يرجع الأمر إلى بعض التصرفات الإجرامية مثل: إخافة الآخرين، الاعتداء عليهم بالضرب، الاغتصاب وأحيانًا القتل.

• الدفاع عن النفس:
عندما يتعرض فرد لتهديدات يلجأ للدفاع عن نفسه؛ بدافع غريزة البقاء ويأتي هذا الدفاع على سلوكيات عدوانية [6]

فكرة الحتمية بين الخلل النفسي والجريمة، فكرة غير مقبولة لأن  ليس كل مريض نفسي مرتكب للجرائم، وبعض المجرمين هو شخص تعرض لموقف وقرر الدفاع عن نفسه، وأصبح مجرمًا بتهديد من شخص آخر؛ وهذا بالضبط ما حدث في فيلم تحت التهديد.

المراجع:
1- علم النفس الجنائي د. محمد شحاته ربيع. د. جمعة سيد يوسف د. معتز سيد عبد الله
دار غريب للنشر والتوزيع 1994

2- القانون والحرية والطب النفسي توماس سن سزاسز، 1963 صـ 94

3- توماس سن سزاسز صـ 93

4- نظرية التحليل النفسي للعصاب، أوتوفينيشيل، 1946 صـ 499

5-مقال Dr. David Scott ما هي الجريمة، منشور في Open. edu

6- مقال العقل الإجرامي، منشور في apa. org

قد يعجبك ايضا
تعليقات