القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الكابتن عادل شريف … سبب عشق المصريين للتنس

367
رانيا فتحى
الكابتن عادل شريف معلق التنس الشهير خلال ثمانينيات القرن العشرين وزوج الإعلامية الكبيرة سامية صادق يعد واحدا من أهم وأفضل وأشهر النقاد الرياضيين في مصر، وواحدا من المعلقين الرياضيين أصحاب التعليق الممتع والسلس والسهل الممتنع الغزير المعلومات الممزوج بخفة ظل متناهية، بالإضافة إلى أنه كان صحفيا وكاتبا معروفا وله عدة إصدارات من الكتب الرياضية.
وقبل الكابتن عادل شريف كان الاهتمام برياضة التنس في مصر مقصورا على الأغنياء وأولاد الذوات فقط، حيث كان يمارسها الأجانب وبعض نجوم المجتمع المصري، حتى أن الصحف المصرية كانت تنشر أخبار التنس على استحياء، وفي خلال سنوات قليلة استطاع عادل شريف بأسلوبه المتفرد في التعليق وغزارة معلوماته وخفة ظله أن يدخل رياضة التنس إلى كل البيوت المصرية، وحولها إلى رياضة شعبية يتابعها معظم المصريين، الذين أصبحوا يحفظون أسماء أشهر لاعبي ولاعبات التنس العالميين بل وترتيب تصنيفهم العالمي.
وقد جعلنا الكابتن عادل شريف ننتظر مباريات التنس في البطولات الأربعة الكبرى “جراند سلام” التي تقام باستراليا وفرنس وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية بشغف، مثلما كنا ننتظر مباريات كرة القدم العالمية، وأصبحت أسماء بيورن بورج وبوريس بيكر وكريس إيفرت وجون ماكنرو وجيمي كونورز ومارتينا نافراتيلوفا وشتيفي جراف ومونيكا سيليز وبيت سامبراس ويانيك نواه وبيتر ماكنامارا معروفة عند المصريين الذين أصبحوا يتابعونهم مثل نجوم كرة القدم الكبار من أمثال مارادونا وزيكو وبلاتيني ورومينيجه.
ولا ننسى تعليقات كابتن عادل شريف واصطلاحاته التي تفرد بها وصنعت شهرة وشعبية كرة التنس في مصر والعالم العربي كله، مثل “كرة قصيرة مكيرة” و”آس لا يصد ولا يرد”، وكذلك الألقاب التي أطلقها على اللاعبين مثل “الإعصار القادم من الشمال” و”بوم بوم”، وكذلك كلماته التي أصبحت بمثابة حِكَمٍ تفرد بها، مثل قوله: “الرياضة انتصار واندحار، والرياضي الحق هو من يعامل هذين الوغدين بنفس المعيار”
وقد ولد عادل شريف بمحافظة الإسكندرية في سنة 1926، وحصل على ليسانس أداب قسم تاريخ من جامعة القاهرة في سنة 1949، وحصل على دبلوم صحافة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في سنة 1969، وبدأ حياته الصحفية في جريدة المساء في سنة 1957، كما عمل في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، وأصدر عددا من الكتب الرياضية، منها “قصة كرة القدم” و”حكاية كأس العالم 1930 – 1990″ و”هيديكوتي والشياطين الحمر” بالاشتراك مع كابتن علي زايور” و”ويمبلدون” و”طرائف اولمبية”.
وقد أصيب الكابتن عادل شريف بضعف في شرايين القلب، وخلال نهائيات بطولة “رولان جاروس” الدولية المقامة بفرنسا اشتد عليه المرض، ورغم ذلك قام بالتعليق على المباريات وهو يداري ألمه، وبعد انتهاء البطولة أصر أن يسافر إلي بطولة “ويمبلدون” المقامة في إنجلترا رغم اشتداد آلام المرض عليه، وهناك وبعدما خرج من مسكنه متوجها إلي ملعب التنس أدركته الوفاة، وكانت وفاته في يوم 25 يونيو سنة 1992.
قد يعجبك ايضا
تعليقات