القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

شاعر السيف والقلم محمود سامي البارودي

117
كتب :أحمد الزعبلاوي
ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة . أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 ، ثم إلتحق بالمرحلة التجهيزية من ” المدرسة الحربية المفروزة ” وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب و الجبر ..
تخرج البارودي من ” المدرسة المفروزة ” عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، فالتحق بالجيش السلطاني . عمل البارودي بعد ذلك بوزارة الخارجية و ذهب إلى الأستانة عام 1857 و لإجادته اللغة التركية و اللغة الفارسية على الإلتحاق “بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية” و ظل هناك نحو سبع سنوات ..
عاد البارودي إلى مصر في فبراير عام 1863 ، عينه الخديو إسماعيل ” معيناً ” لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة ..
لكن البارودي ضاق بروتين العمل الديواني واشتاقت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة ” البكباشي ” العسكرية وأُلحقَ بحرس الخديو وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، و أثبت كفاءة عالية في عمله ..
و عن مواهبه الشعرية فقد تجلت في سن مبكرة ، و ذلك بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي و التركي ، فكان لذلك آثره على شعره الأصيل ..
و قد اشترك البارودي في إخماد ثورة جزيرة “كريد” عام 1865و استمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة ، كما كان أحد أبطال الثورة العرابية عام 1881 مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 ، بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد الفساد و ضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 ، بعد ذلك تم نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب ..
ظل البارودي في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض و الغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه . و بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض و ضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن و كتب ” أنشودة العودة ” و قال في مستهلها : أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ ..
و في 12 ديسمبر 1904 يلقى البارودي ربه بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها و عزتها ..
البارودي الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً و مضموناً و كان رائدا للشعر العربي الحديث ، فاستحق لقب ” فارس السيف والقلم ” ..
قد يعجبك ايضا
تعليقات