القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بلطجى وافتخر

106
تقرير / رانيا فتحى
عزيزى القارىء قد تندهش من هذا العنوان ولكن اذا عرف السبب بطل العجب
تتكون الكلمة من قسمين البلطة وهى اداة لتقطيع الاشجار .وكلمة جى وهى اداة نسب تركية .ويرجع تاريخ نشأتهم الى الدوله العثمانية فالبلطجية كانوا يمثلون فرقة مشاه منظمة فى الجيش العثمانى تتقدم القوات الغازية لقطع الأشجار بالبلط وشق الطريق أمامه،
انتقل نظام البلطجيه لمصر فى عهد محمد على باشا .الذى أنشأ فى عام 1834 مدرسة المهندسخانة ببولاق وهى مدرسة خاصة بالمهندسين العسكريين ألحقها بمدرسة المدفعية بطره قبل ان تستقل بذاتها واتخذ من قصر ابنه الامير اسماعيل باشا ببولاق مقرا له
قام محمد على باشا بافتتاحها رسميا بنفسه، وقد أسسها على غرار مدرسة المهندسين العسكريين بباريس وكان الهدف من إنشاء هذه المدرسة تخريج ضباط للخدمة فى سلاح المدفعية وضباط مهندسي الاشغال العامة والمناجم ومديرين لمصانع البارود وملح البارود وضباط يعرفون علم هيئة الأرض ومساحتها لأعمال أركان الحرب وأساتذة فى علوم الرياضيات والطبيعة.
تخرج من هذه المدرسة نوعين من الطلبة
اللغمجية :
وهم من كانوا يقومون بزرع الالغام
والبلطجيه :
وهم من يحملون البلط والفئوس حيث لم يكن للجيش فى بادئ الأمر قوات مستقلة من المهندسين، فكان لكل واحد من المشاة بضعة بلوكات من حاملى البلط والتي كان يطلق عليها أحيانًا أيضًا كلمة الطبرزين وهي كلمة فارسية بمعني البلطة أو الفأس
وتنحصر دروسهم كما ورد فى مخطوط حربى اسمة النخبة الجلية فى تعليم البلطجية . من تاليف الاستاذ احمد افندى العلمى يرجع تاريخة الى 1861
إلى ستة عشر درسا،
كان الدرس الأول فيها : خاص تشغيل مهمات الحصار.
أما الدرس الثاني : فكان عن القطع البسيط وهو خاص بالخنادق يحفره المحاصرون ليمكنهم من التقرب من القلعة المحاصرة وهم مستورون من النيران والتراب الخارج من الحفر.
أما الدرس الثالث : فكان يختص بعمل الحفر السريع وذلك من خلال عمل سبتات وهي أبنية من الخشب ملتصقة ببعضها البعض لحماية الجنود من القنابل والرصاص،.
أما باقي دروس تعليم البلطجية فإنها كانت تتعلق أيضًا بكيفية حفر الخنادق وعمل المناورات الخاصة بالجيش والتغلب على عوائق التي تواجههم، وكذلك كيفية تشغيل الفرسان لمحاصرة قلعة، وقد قدم المخطوط أكثر من حوالي سبعين رسمًا مختلفًا لمهمات الحصار والهجوم على القلاع والحصون والعتاد الحربي.
كان لهؤلاء البلطجية دوراً مهماً فى مشروع التحديث والتطويرفى مصر فى عهد محمد على
فعندما أنشأ محمد على أول مدرسة لتعليم البنات فى مصر، وكانت مخصصة لتعليمهن التمريض، كان مشهد الطالبات الذاهبات إلى المدرسة بالزى الأبيض الموحد، كاشفات عن وجوههن، جديداً على المصريين ومثيراً لانتباههم، وهو ماحرض على قيام العامة من الناس بمعاكستهن لدى مرورهن فى الشوارع، وهو ما أثار غضب محمد على، فأمر على الفور بتخصيص بلطجية من الجيش لحماية الطالبات من المعاكسات والمضايقات والفضول
وكان كل بلطجى يتقدم طالبة ساحباً الدابة التى تمتطيها إلى المدرسة، وأدى هذا الأمر إلى ضبط سلوك الشارع المصرى وهدوئه، وتشجيع الفتيات على الاستمرار فى التعليم، وتحفيز غيرهن على الالتحاق بالمدرسة، واستمرار أحد المنجزات المهمة والحيوية فى مشروع تحديث مصر
هؤلاء هم البلطجية…الذين تعرضوا لإهانة كبيرة طوال الثلاثين عاما الأخيرة على الرغم من التاريخ المشرف والدور التنويرى الذى لعبه البلطجية فى مصر..
قد تكون صورة لـ ‏‏‏٣‏ أشخاص‏ و‏أشخاص يقفون‏‏
قد يعجبك ايضا
تعليقات