القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

السلطان الصغير قائد العمارة الإسلامية

92

تقرير _ نهال يونس

طفل يبلغ من العمر تسع سنوات فجأة يجد نفسه سلطان لمصر والشام ولكن لصغر سنه يتم خلعه من السلطنه بعد سنه واحده فقط ولكن سرعان ما يعود مره ثانيه للجلوس على كرسي السلطنه و للمره الثانيه يتم خلعه بعد فتره استمرت عشر سنوات وتشاء الاقدار انه يرجع الى كرسي الحكم للمره الثالثه ليصبح في النهايه السلطان الاكثر حكماً في عهد دوله المماليك.
بطلنا هو… السلطان الناصر محمد ابن قلاوون
هو سلطان ابن سلطان واخوه سلطان وأب لسبع سلاطين.
السلطان الناصر محمد بن قلاوون المولود في قلعه الجبل نشأ في بيت السلطنه كان أبوه السلطان المنصور قلاوون مؤسس لأسره استمرت في حكم مصر لفتره دامت حوالي قرن من الزمان وبعد وفاة المنصور قلاوون تولى الحكم من بعده ابنه الأكبر الاشرف خليل والذى استمر حكمه مده بسيطه لم تتعدى الثلاث سنوات ولكن خلال الثلاث سنوات حقق إنجاز عظيم وهو فتح ولايه عكا.
وبعد وفاة الاشرف خليل كان من الطبيعى إنتقال الحكم للاخ التالي من ابناء المنصور قلاوون وهو الطفل محمد ابن قلاوون وقتها كان سنه لا يتعدى التسع سنوات من عمره و لانه كان صغير السن تمكن بعض الامراء الاقوياء من خلع السلطان طمعاً منهم في الوصول لكرسي السلطنه وبالفعل تم خلع السلطان وتولى السلطنه زين الدين كتبغا ومن بعده حسام الدين لاچين ولكن سرعان ما تدهورت الاحوال وثار الناس ضدهم وطالبوا بعوده الناصر محمد لتبدأ فتره حكمه الثانيه وكان وقتها وصل من العمر حوالي 14 سنه.
و استمر السلطان الناصر محمد فى الفترة الثانيه من حكمه مده دامت عشر سنوات أعاد فيها الاستقرار للدوله من الناحيه الاقتصاديه والناحيه السياسيه ولكن مازالت مطامع الامراء المماليك في السلطه موجوده و لذلك دبروا مكيده ثانيه للتخلص من السلطان .
و لكن تشاء الاقدار ان يعلم السلطان بتدابير المماليك والامراء المحيطين به فيقرر إنقاذ نفسه والهروب فأبلغ الأمراء بذهابه اإلى الحج ولكنه في الحقيقه توجهه الى بلاد الكرك ليحتمي ببعض مؤيديه هناك ويحل محله في السلطنه الامير بيبرس الجاشنكير و للمره الثانيه تقف الظروف مسانده للناصر محمد فتسوء الاحوال في البلاد ويثور الناس وينادوا بعوده الناصر محمد مره أخرى وخلع السلطان بيبرس الجاشنكير بعد فتره لم تستمر اكثر من تسعه اشهر لتبدا فتره حكم ثالثه للسلطان الناصر محمد و هي اطول فترات حكمه حيث استمر فيها حوالي 32 عاما وبقى على كرسى السلطنه حتى مات وورثه أبناءه السبع وأشهرهم السلطان حسن.
كان السلطان الناصر محمد بمثابة الراعى الاهم للعمارة الاسلامية فى العصر المملوكى حيث ترك ما يزيد عن التسعين منشأة على إختلاف أنواعها من مساجد ومدارس وأسبلة وقناطر مياه وغيرها. كما جدد منشأة والده المنصور قلاوون بشارع المعز ونقل رفاته إلى قبة المجموعة ليحولها إلى ضريح لوالده.
ولكنه لم يعلم أنه أنشأ ضريحه بنفسه حيث دُفن بعدها بجوار والدة ثم لحق به إبنه السلطان إسماعيل….

قد يعجبك ايضا
تعليقات