القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قدر الكلمة

150

بقلم _ نهال يونس

سأبدء مقالي اليوم بالمشهد الشهير الذي لا ينسي للفنان القدير عبد الله غيث من مسرحية الحسين ثائرا ،
أتعرف ما معني الكلمة ؟؟ مفتاح الجنة فى الكلمة ، دخول النار علي كلمة ،وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمه زاد مذخور ،الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور ،وبعض الكلمات قلاع شامخة، يعتصم بها النبل البشري ،الكلمة فرقان بين نبي وبغي ، بالكلمة تنكشف العتمة ،الكلمة نور ، الكلمه زلزلة الظالم ،ودليل يتبعه الأمي ، عيسي ماكان سوى كلمة ، أضاء الدنيا بالكلمات ،وعلمها للصيادين فسارو يهدون العالم ، الكلمة زلزلت الظالم ، الكلمه حصن الحرية ، أن الكلمة مسؤولية ،إن الرجل هو الكلمة ،شرف الله هو الكلمة . اتعرف ما معني الكلمة ؟؟ ..

ذلك المشهد الرائع المؤثر يجعل هذه الكلمات تحفر في ذاكرتك ويظل صداها يتردد بداخلك طيلة عمرك لئلا تنسي أبدا قيمة الكلمة ،وقدرها ، فالكلمة سيف ،ورصاصات ،وعد ،وعهد ،وميثاق، قد تحييك كلمة ،وقد تقتلك كلمة ، كلمة صدق قد تبني جسور من الثقة ،وكلمة حب تخترق قلبك ،ولو كان عاصي ،كلمة حق تنحني لها احتراما، وكلمة غضب كالماء يغلى يحرق كيانك ،وكلمة تكسب صديق ،وبكلمة تخسر رفيق ، كلمة حب تجعلك تملك الأرض وما عليها ومن فيها ،وكلمة اتهام تدفعك للهاوية ،كلمتك إما سيفاً فقار بتار أو خنجر مسموم بيد غدار ،الكلمة ميزانك بين الناس اذا حفظتها حفظوك ،
الكلمة حين تخرج من فمك وينطق بها لسانك قد تكون كالنار تكوي من يسمعها أو كالثلج فتبرد القلب فاختر ما تقوله بعناية لأن الكلمة كالرصاصة طالما أنك ضغطت علي زناد اللسان وأطلقتها فلا عودة ولا رجوع ستصيب هدفها وإما أن تحييه أو تقتله ،بكلمة قد نهدم حلما وبكلمة نداوي جرحا، فعليك أن تفكِّر ألف مرَّة قبل كل كلمة تنطق بها ،عليك أن تدرك أن هناك اشخاص يعيشون بيننا لديهم حساسية شديدة تجاه ما يسمعونه ويفكرون فيه كثيرا والكلمة تلمس قلوبهم قبل اذانهم ،فتجدها تتحكم بزمام عواطفهم الكلمات ، يضحكون بكلمة ،ويبكون بكلمة . تتسع لهم الدنيا بكلمة ،وتضيق بهم الأرض ذرعا بكلمة ، يعطونك أعينهم بكلمة وتأسر أرواحهم بكلمة ، ويحرمونك أيضا النظرة أو السلام بسبب كلمة ، أناس تؤثر فيهم كلمة طيبة و تشعرهم بالسعادة والرضا . وتؤثر فيهم الكلمة السيئة فتهدمهم وتترك فيهم ندوبا لا تنسى ،تأبى عيونهم البكاء علنا لكن قلوبهم تبكي حزنا وخجلا وقد يطيرون فرحا وكل ذلك بسبب كلمة .

وختاما انظر لقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وارضاه :
.. وزنِ الكلامَ إِذا نطقَتَ ولا تكنْ
ثرثارةً في كلِ نادٍ تخطبُ
واحفظْ لسانكَ واحترزْ مِن لفظِهِ
فالمرءُ يسلمُ باللِّسانِ ويَعْطبُ
والسِّرَّ فاكْتُمهُ ولا تنطقْ به
فهو الأسيرُ لديكَ إِذ لا ينشبُ
وكذاكَ سِرُّ المرءِ مالم يَطوِه
نشرَتْه ألسنةٌ تَزيدُ وتُطنبُ ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات