القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

شخصيات تاريخية: الخليفة العباسي أبو اسحاق محمد المعتصم بالله

102

.
تحقيق الأستاذ الكاتب/ محمد سعيدان من قصر هلال
متابعة عبدالله القطاري من تونس

مولده و نشأته :
ولد المعتصم بالله سنة (179هـ) وكَرِه التعليم في صغره، فنشأ ضعيف القراءة يكاد يكون أُميًّا. وكان ذا شجاعة وقوة وهمة. بُويع بالخلافة سنة (218 هـ) بعد وفاة أخيه المأمون وبعهد منه. وقد سلك مسلك المأمون في سيرته، وفتح عَمُّورية من بلاد الروم الشرقية، وبنى مدينة سامراء سنة (222هـ) حين ضاقت بغداد بجنده. وهو أول من أضاف اسمه إلى اسم الله تعالى من الخلفاء فقيل المعتصم بالله وكان يُقال له المُثمَّن لأنه ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد الرشيد، وملك سنة ثمان عشرة، وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وعاش ثمانية وأربعين سنة، وفتح ثمانية فتوح، وقتل ثمانية أعداء، وخلف ثمانية بنين وثمانية من البنات. وتُوفى المعتصم في سامراء سنة (227هـ). وكان نقش خاتمه الحمد الله الذي ليس كمثله شيء.

خلافته :
آلت دولة الخلافة العباسية إلى المعتصم بالله بعد أن استقرت أحوالها، وامتدت أطرافها، وانتعشت الحياة الاقتصادية بها، وازدهرت الزراعة، فنمت غلتها، ورخصت أسعارها، وتقدمت الصناعة، واستُخرجت الثروات المعدنية من باطن الأرض، وانتعشت التجارة على نحو لم تعرفه الدولة الإسلامية من قبل بسبب الطرق الآمنة، وسهولة الانتقال من شرق البلاد إلى غربها دون عوائق تذكر.
وكان من أثر تلك النهضة الاقتصادية أن نمت موارد الخلافة، وزادت إيرادات بيت المال؛ الأمر الذي جعل الدولة تعمل على تحسين المرافق العامة وتيسير الحياة على الناس، وتأمين حدود الدولة المترامية، وتشجيع العلم ومكافأة أهله والعناية بالترجمة، وبناء المؤسسات العلمية، وإنشاء المكتبات.

قد يعجبك ايضا
تعليقات