القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

خطابات لن ترسل

89

بقلم/ سالي جابر
الخطاب الخامس
أقسمت إليك في خطابي السابق أني لن أكتب إليك، وأنه الخطاب الأخير؛ لكني كنت ضائعة في سكرات الحب، عائدة عند خيبات الأمل، وعندما أفاق قلبي من هذا تألمت كثيرًا ولا أعلم أيهما يؤلمني أكثر؛ الأشياء التي أفعلها رغمًا عن قلبي، أم الأشياء التي يفعلها قلبي رغمًا عني…؟!
وفهمت أخيرًا أن كلاهما واحد؛ له نفس التأثير ونفس الأثر، إلا إن الأول أعقل وأنضج، فالفكرة التي تظهر بالليل وتعتمل في العقل تختمر حتى بزوغ الشمس؛ إلا أنها تُمحى عند رؤية العينين، وابتسامة الشفتين… إنما هي مجرد رؤية عاطفية نسجها القلب وتحمس لها العقل؛ لكنها ذابت مع حرارة الشمس، و نام العقل عندما أنهكه التعب، و ظلت الأحلام تسير بخطوة هادئة كما تسير العجوز بعكازها على رمال الشاطئ بعد ضياع عمرها في سرداب الحياة.
لا يوجد حلم إلا وأنت بطله، ولا توجد حقيقة إلا وأنت مضللها، فأنا كنت في عشقي إليك متيمة بأبيات القصيد، وكان حالي فيك عشقًا ليس له حدود، وكان هذا البيت موصوفًا  على حالي” ولي فؤادٌ إذا طال العذاب به….هام اشتياقًا إلى لُقيا معذبه”
هذا الحب كان سببًا في خسارتي قلبي، أُفتتن بك وأنت معذبه، فكان لي سؤالًا: لِمَ عندما رحلت عن قلبك رجعت لي بعيونٍ تبكي، وقلبٌ يملؤه الرجاء؟!
هل لأنك تريد حبي، أم أنك تجيد فن الامتلاك؟!
تعذبت في هذا الحب كثيرًا، هل تذكر عندما مَرضت وكنت أسأل عنك في كل دقيقة؟! أنهكك سؤالي عنك، فضجرت مني واشمئز قلبك من سؤالي، وبات عقلي يسأل هل أخطأت وأصابك الملل مني؟!
الحق أني مخطئة لإني بعد كل هذا مازلت أشتاق، وعندما أكتب إليك إني لا أحبك، فأنا كاذبة، ولكني أحاول الحفاظ على ما تبقى لي من حياة، فأنا من قال فيَّ الشاعر”اشتقت إليكَ ولكنها ليست المرة الأولى، بل هي عادتي في كل يوم لكن بصمت”
لا أرسل إليك خطاباتي لإنها لا تفيد قلبك في شيء؛ بل تؤلمني أنا حينما تـشعرني بالانتصار عليَّ، لا أود الخوض في حروبٍ معك، لإني سأخسرها وعن جدارة، فالحرب الضروس هي حرب قلبٍ أَحَب مع قلبٍ تظاهر بالحب، والأول يعرف ومازال يحب.

قد يعجبك ايضا
تعليقات