القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ركائز الإيمان “الجزء الخامس”

97

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع ركائز الإيمان، وقد توقفنا مع الملائكة، فمنهم من يكتب أسماء من يذهب إلى المسجد يوم الجمعة، ومنهم من يتعاقبون في وقت الصلاة، ومنهم سيّاحون يبحثون عن مجالس الذكر، ومنهم من تظلل الشهداء بأجنحتها، ومنهم من يشيعون جنازة الصالحين فقد شيع سعد بن معاذ رضي الله عنه سبعون ألف ملك، وإن من فوائد وثمرات الإيمان بالملائكة، هو معرفة عظمة الله وقوته وسلطانه، لخلقه هذا الخلق العظيم، ثم قيامهم له بالعبادة لا يسأمون، ويؤدي ذلك إلى الخضوع له سبحانه وتعالى، وكذلك إعطاء الملائكة حقهم في الموالاة والمحبة، وعدم معاداتهم كما فعلت اليهود، حيث إنهم عادوا جبريل، وقال تعالى فى سورة البقرة.

” قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين” وأيضا إنزالهم منازلهم بأنهم عباد الله وخلقه كالإنس والجن، مكلفون مأمورون، فلا تبالغ بوصفهم بشيء يؤدي بهم إلى جعلهم آلهة من دون الله، وأن يشكر العبد ربه على ما أولاه من عناية له بأن وظف ملائكة من ملائكته بحفظه وتدبير أموره، كما تقدم، وكذلك استشعار الإنسان وجود الملائكة معه مما يجعله يحافظ على المداومة على الأخلاق الفضيلة، وترك الأخلاق الذميمة، وأيضا الاستئناس بهم في طاعة الله، كحديث الجلوس في المسجد بعد الصلاة، وأيضا الثبات على الحق، وعدم الاغترار بكثرة الهالكين، ويكفيه أنه على الطاعة التي عليها الملائكة المقربون.

وان تقف للصلاة ، وتركع وتسجد ، لا يعني انك قد صليت حقا، ما دام قلبك لم يتصل اتصالا مباشرا بما تقرأ، وما دمت لم تعي حقا انك واقف تصلي بين يدي الحي الذي لا يموت، وعلى باقي افعالنا التي يطلبنا منا الاسلام، يجب ان نقرن العقل في القلب، عباداتنا يجب ان تكون خالصة لله تعالى، قلبا وقالبا، وان يرتكز ايماننا على اساس روحي ثم نبدأ بالتطبيق، وإن العلم ركيزة من ركائز الإيمان بالله تعالى، وكلما ازداد المسلم علما ازداد إيمانه، ولقد بيّن الله سبحانه فضل العلم في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وبيّن الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره أن هذه خصوصية عظيمة للعلماء، لاقتران شهادتهم بشهادة الله عز وجل وشهادة الملائكة الكرام.

عليهم الصلاة والسلام، وقال الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره “وفي هذا دليل على أن أشرف الأمور علم التوحيد لأن الله سبحانه شهِد به بنفسه، وأشهد عليه خواص خلقه، والشهادة لا تكون إلا عن علم ويقين، بمنزلة المشاهدة للبصر، ففيه دليل على أن من لم يصل في علم التوحيد إلى هذه الحالة، فليس من أولي العلم” وبيّن الله العليم الحكيم أن العلم سبب في رفع الدرجات، وفي الحديث الشريف بيان لمنزلة العلم بأمور الدين، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما أنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطى ولن تزال هذه الأمه قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتى أمر الله” رواه البخارى.

ولذا فأشرف سبيل للعلم هو معرفة الله تعالى، ومعرفة كيفية عبادته سبحانه وذلك باتباع ما أمر الله سبحانه، وتجنب ما نهى عنه الله الكريم، واتباع ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجنب ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلمن وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم فضل العلم وأثره في أحاديث كثيرة، فعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لَتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات