القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ركائز الإيمان “الجزء الثانى”

96

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع ركائز الإيمان، وأن الإيمان الخامد والذكر القليل لا يغنيان فتيلا فى ميدان يتطلب الصدق والجد، وإذا لم يفلح الدين فى شد زناد الفكر والشعور إلى أبعد مدى مستطاع فحقيق به أن ينهزم وحقيق بأتباعه أن يبادوا، فاحترام الشكل أمر حسن قانونا وعرفا، لكن التهويل فيه والتعويل عليه أمر عجيب، وإن من ركائز الإيمان هو مما خلقت الملائكة، ومتى خلقوا؟ فنقول بأن الملائكة عباد الله المكرمون، والسفرة بين الله تعالى وبين رسله الكرام، وهم كرام بررة، طاهرون ذاتا وصفة وأفعالا، مطيعون لله، لا يعصون الله تعالى ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ولكن مما خُلقوا؟ وهو عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم” وهذا النور الذي خلقت منه الملائكة لا نخوض من أي نور هو؟ ويكفي أن نقول إنها خلقت من نور، كما ورد في الحديث، وأن هذا النور مخلوق، ليس هو نور ذات الله سبحانه وتعالى، ولكن متى خُلقوا؟ فإن الملائكة خلقت قبل الإنسان، وذلك لقوله تعالى ” وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة” فهذا يدل على أن الملائكة كانت مخلوقة قبل خلق آدم عليه السلام، وأما عن صفاتهم الخلقية، فقد عظم الله عز وجل خلقهم فقال تعالى فى سورة التحريم “يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”

وقد ورد في القرآن والسنة وصف لجبريل عليه السلام، ووصف لأحد ملائكة حملة العرش، أما وصف جبريل فقد قال الله تعالى في وصفه فى سوة التكوير “إنه لقول رسول كريم، ذى قوة عند ذى العرش مكين” ومعنى ذى قوة، أى شديد الخلق، شديد البطش والفعل، ومعنى مكين أى له مكانة عند الله ومنزلة رفيعة، وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في وصف جبريل عليه السلام ” رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض” وأما عن وصف أحد حملة العرش، فقد روى أبو داود عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش ما بين شحمة أذنه وعاتقه مسيرة سبعمائة عام”

ومن صفات خلقهم أن لهم أجنحة، كما قال تعالى فى سورة فاطر ” الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير” وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “رأى جبريل في صورته وله ستمائة جناح، كل جناح منها قد سد الأفق، يسقط من جناحه التهاويل من الدر واليواقيت” وهم لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، وقد أنكر الله على مشركي العرب اعتقادهم بأن الملائكة إناث، فقال تعالى فى سورة الزخرف ” وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون” وإن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون.

ولذا لما جاؤوا ضيفانا على نبى الله إبراهيم عليه السلام في صورة بشر وقدم إليهم الطعام لأنه لم يعرفهم لم يأكلوا منه فقال تعالى فى سورة هود ” فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط” ومن صفاتهم أن لهم قدرة على التشكل بغير أشكالهم فمن ذلك إرسال الله عز وجل أمين الوحى جبريل إلى السيدة مريم عليها السلام في صورة بشر، وكان جبريل يأتي للنبى صلى الله عليه وسلم في صورة رجل يسأل عن أمور الدين كما ورد في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، إلى آخر الحديث.

قد يعجبك ايضا
تعليقات