القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أجندة نجاح

98

بقلم د _ أماني مرسال

ربما تمر على الإنسان الكثير من التحديات والأزمات التي تعترض طريق الوصول إلى النجاح والتي و من شأنها الطبيعي و تبعا لقدرات كل منا ربما تلقي به إلى وديان اليأس أو تقذفه في أمواج متلاطمة من الإحباط
وهو في هذه الحال لا سبيل لنجاته إلا إيمانه القوي بالله و ثقته الوطيدة بنفسه وأيضا في حاجة إلى أجندة ، أجندة !!!
نعم أجندة تلازمه وترافقه دوما تكون في حوزته ليدون فيها قصص الناجحين قبله و كيف مروا وتجاوزا أزماتهم ، وواصلوا الطريق حتى نالوا ما أرادوا ، و حققوا ما ابتغوا
و من تلك القصص وأشهرها و الملهمة لكل الطامحين قصة الإعلامية الشهيرة (أوبرا وينفري ) حيث واجهت و منذ صغرها الكثير والكثير من الأمور التي من شأنها أن تقضي على أية طموح فيها وربما تؤدي إلى الإقدام على الانتحار ، لكنها عبرت وتجاوزت غير مكترثة بكل ما حدث لها
نشأت (أوبرا وينفري ) في ولاية ميسيسبي الأمريكية في أسرة فقيرة مفككة كثيرة الخلافات والأزمات يعمل والدها حلاقا ووالدتها خادمة في المنازل ،ولذلك عاشت مع جدتها من أمها
و لطبيعة بشرتها السمراء الزنجية و فقرها الشديد لاقت ويلات و أهوال من التنمر منذ صغرها و بداية اختلاطها بأطفال مثلها في الروضة
لكن رغم ذلك كله لفتت الأنظار إليها حيث تميزت بذكاء حاد و سرعة البديهة النادرة مما جعل معلميها يطالبون بالتحاقها بالصف الأول مباشرة ،
وفي عامها التاسع انتقلت للعيش مع والدتها والتي بسبب انشغالها المستمر عنها تعرضت أوبرا لحادثة اغتصاب و كانت ضحية لاعتداءات جنسية متكررة من أحد أقاربها أدت إلى حملها الأول والأخير وهي لا تزال في الرابعة عشر من عمرها ، حيث أنجبته قبل موعده بشهرين فتوفى الطفل وكان سببا في عدم قدرتها على الإنجاب طيلة عمرها ، وسببا أيضا في إدمانها للمخدرات ، حاولت الأم منعها مرات و مرات لكنها فشلت و انتقلت بعدها لرعاية والدها الذي بسبب صرامته و حدته معها عادت أوبرا و بصعوبة من طريقها المهلك وبدأت رحلة نجاحها عازمة على أن تغير من تلك الأوضاع وأن تصبح ذات شأن رغم كل ما عانته في طفولتها ، و بدأت حياتها المهنية و هي ما زالت في الجامعة ، حيث تم اختيارها للعمل بإحدى الإذاعات المحلية بدوام جزئي ، و عملت كمراسلة في إحدى القنوات لكنها لم توفق ثم سلكت مجال التمثيل في أحد الأفلام لكنها أيضا أخفقت ولم توفق و بين هذا وذاك لم تنج أوبرا من السخرية والاستهزاء تارة والتهميش والرفض تارة أخرى
بعدها عملت مقدمة لإحدى البرامج الحوارية والذي كان بداية لانطلاقة كبرى و نجاح ليس له مثيل ، و أصبح برنامجها هو الأول في أمريكا الذي يقدم وجبة دسمة جدا من الموضوعات والفقرات المتنوعة ما بين الجاد والطريف و مقابلات لأهم المشاهير في تلك الآونة ، وبعد مرور عدة سنوات من العمل والكفاح
ُصُنفت أوبرا وينفري في قائمة مليارديرات أمريكا لتصبح أول امرأة أمريكية من أصول إفريقية مليارديرة بثروة تقدر نحو ثلاثة مليار دولار لكنها لم تمتلك تلك الثروة وحدها بل كانت
( تأخذ من العالم ما تقدمه للعالم ) على حد قولتها الشهيرة
حيث كانت تنفق على العديد من الأسر الفقيرة و قامت ببناء مئات المنازل لمؤسسة خيرية و 55 مدرسة في 12 دولة مختلفة
أصبحت (أوبرا وينفري) إمبراطورية كبرى وعظمى بذاتها وحققت حلمها أخيرا و تحولت تدريجيا من الفقر و الضياع إلى الشهرة والغنى ،

السؤال هنا
ماذا كانت تمتلك أوبرا خلال رحلة كفاحها إلا الإيمان بذاتها والمثابرة ، و ماذا تعاني أنت حتى يمنع من الوصول لأهدافك ؟
دوّن في أجندتك الٱن أهدافك و بداياتك وعثراتك التي تواجهها و لعلك في يوم تصل وعن قريب بإذن الله تكون قصة حياتك هي قصتنا الملهمة في الوصول إلى النجاح

قد يعجبك ايضا
تعليقات