القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

سيف الله المسلول ” الجزء الثالث “

98

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع سيف الله المسلول، ولم يخض خالد بن الوليد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين، والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرا في أيدي المسلمين

وذهب خالد وشقيقه هشام لفداء الوليد في يثرب، إلا أنه وبعد فترة قصيرة من فدائه، أسلم الوليد بن الوليد وهرب إلى يثرب، وكانت غزوة أحد أول معارك خالد بن الوليد في الصراع بين القوتين، والتي تولى فيها قيادة ميمنة القرشيين، وقد لعب خالد دورا حيويا لصالح القرشيين، فقد استطاع تحويل دفة المعركة، بعدما استغل خطأ رماة المسلمين، عندما تركوا جبل الرماة لجمع الغنائم بعد تفوق المسلمين في بداية المعركة، انتهز خالد بن الوليد ذلك الخطأ ليلتف حول جبل الرماة ويهاجم بفرسانه مؤخرة جيش المسلمين، مما جعل الدائرة تدور على المسلمين، وتحوّل هزيمة القرشيين إلى نصر. 

 

وقد شارك خالد أيضا في صفوف الأحزاب في غزوة الخندق، وقد تولى هو وعمرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش في مائتي فارس، خوفا من أن يتعقبهم المسلمون، كما كان على رأس فرسان قريش الذين أرادوا أن يحولوا بين المسلمين ومكة في غزوة الحديبية، وبينما كان المسلمون في مكة لأداء عمرة القضاء في العام السابع من الهجرة، وفقا للاتفاق الذي أبرم في صلح الحديبية، أرسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى الوليد بن الوليد، وسأله عن خالد، قائلا له “ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره” أرسل الوليد إلى خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام ولإدراك ما فاته، وافق ذلك الأمر هوى خالد، فعرض على صفوان بن أمية ثم على عكرمة بن أبي جهل الانضمام إليه.

 

في رحلته إلى يثرب ليعلن إسلامه، إلا أنهما رفضا ذلك، ثم عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري، فوافقه إلى ذلك، وبينما هما في طريقهما إلى يثرب، التقيا عمرو بن العاص مهاجرا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في صفر العام الثامن من الهجرة معلنين إسلامهم، وحينها قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها” فلما وصل المدينة المنورة، قصّ خالد بن الوليد على أبي بكر رؤيا رآها في نومه كأنه في بلاد ضيقة مجدبة، فخرج إلى بلاد خضراء واسعة، فقال له “مخرجك الذي هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشرك” وفي العام الثامن من الهجرة وجّه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، جيشا لقتال الغساسنة، بعد أن اعترض شرحبيل بن عمرو الغساني عامل قيصر الروم على البلقاء. 

 

الحارث بن عمير الأزدي رسول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى صاحب بصرى، وقتله، فقد انضم خالد بن لوليد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش ذي الثلاث آلاف مقاتل، واختار النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، زيد بن حارثة لقيادة الجيش، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون قائدا من بينهم، وعند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش من مائتي ألف مقاتل نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة، وفوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا لليلتين في معان يتشاورون أمرهم، وأشار البعض بأن يرسلوا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ليشرحوا له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة، وقد عارض ابن رواحة ذلك. 

 

وأقنع المسلمين بالقتال، وبدأت المعركة، وواجه المسلمون موقفا عصيبا، حيث قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالد بن الوليد ليقودهم في المعركة، وصمد الجيش بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد بن الوليد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة، ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح، وفي الصباح، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددا قد جاء للمسلمين، وعندئذ أمر بالانسحاب وخشي الروم أن يلاحقوهم، خوفا من أن يكون الانسحاب مكيدة، وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة، وحارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات