القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الحج فى زمن الأوبئة ” الجزء الثامن عشر”

88

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثامن عشر مع الحج فى زمن الأوبئة، وإن من الخلل الذي في النفوس أن يكون في القلب عدم غيرة على حرمات الله العظمى، وعدم غيرة على التوحيد، وعدم غيرة على السنة، وأن لا يتحرك القلب إذا رئيت عبادة غير الله، أو إذا رئي الشرك أو رئيت البدع لكن يتغير إذا رأى فسادا في الأخلاق أو فسادا في الاقتصاد أو نحو ذلك، وهذا خلل في المنهج لأنه رُبّي على أن يغار على الأخلاق، وأن لا يغار على التوحيد، وهذا لاشك أنه إذا قامت الأمة على ذلك فإنه خلل في التربية عظيم، فكيف تفقه الأمة أن يكون تصحيح الوضع بتصحيح القاعدة، متى تفقه ذلك؟ وأن يكون تصحيح القاعدة بتصحيح قلوبها بتصحيح قلب الناس فقال الله تعالى فى سورة الشعراء ” يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم”

والقلب السليم هو القلب المخلص لله عز وجل، والإخلاص يتبعه السلامة من الشبهات والسلامة من الشهوات، ومتى يربى الناس على ذلك؟ لاشك أن الحج ميدان لأن تكون هناك تبادل في الأفكار تبادل في الآراء في أن نجعل في مستقبلنا الدعوة في منهج هو منهج السلف الصالح، وأننا في هذا الزمن بحاجة أشد ما نكون إلى الدعوة المتفق عليه إلى المجمع عليه إلى ما تتفق عليه الأطراف جميعا، وأننا إذا اجتمعنا على ذلك وسرنا بالناس على هذا زمنا طويلا، فإن انتشار الصحوة وانتشار الدعوة سيكون أكثر وأكثر، وإنما تعبت الأمة في أن كل طائفة تتعصب إلى فرع من الفروع، يعذر المرء يتركه، وتترك أصل الأصول الذي جاءت الأنبياء والمرسلون بتحقيقه والدعوة إليه، فلاشك أن هذا كل واحد منا بحاجة إلى أن يعتقده.

وإلى أن يدعو إليه، وأهل هذه البلاد كما يقول القائل عليهم الشرهة يعني عليهم التبعة الكبيرة في أن يؤصلوا هذا في الناس إن لم تنطلق دعوة التوحيد واجتماع الجماعات واجتماع الفئات والطوائف على كلمة واحدة أو على التقاء على مجمع عليه وهو منهج السلف لصالح والدعوة إلى التوحيد والعقيدة، نستمر على ذلك سنين طويلة، إن لم نجتمع تجتمع الصحوة ويجتمع الدعاة في البلاد على ذلك، فنظل نكرر أنفسنا، وإذا لم يقم أهل هذه البلاد بهذه المهمة، فإن غيرهم لن يقوم، والحساب عليهم أشد لأنهم قد رضعوا هذه العقيدة مع لبان أمهاتهم، وقد درسوها وهم لم ينبت لهم ريش، فدرسوها في الابتدائي ودرسوها في المتوسط، وسمعوها ليل نهار، وسمعوها في الدروس؟ فمتى ينطلقون بها متى يحببون للناس أن هذا الأصل.

هو الذي يجب أن يجتمعوا عليه الناس وأن يدعى إليه؟ نعم يحتاج الداعية في ذلك إلى أن يجعل الحج موسما لأن يكون التقاء الجميع على العقيدة الواحدة، على التقوى، على الصلاح الذي قال الله جل وعلا فيه فى سورة الأنبياء” إن هذه أمتكم أمة واحدة” يعني الأمة في هذا يعني الدين دين واحد وليس بدين متعدد، وهذا الدين الواحد الذي يجب أن نجتمع عليه هو ما أجمعت عليه الأمة، أما ما صار فيه اختلاف فهذا يؤجل تؤجل مناقشته ويؤجل البحث فيه إلى مرحلة أخرى من مراحل الدعوة إلى دين الله، أما أن نكرر أنفسنا وأن يكون كما صار في حج مضى ومضى ومضى، أن يُسمع في محاورات وأن يسمع في ندوات الكلام على أمور فرعية وتؤصل وتنمى، هذا لاشك أنه ليس مطلوبا إلا لمن تحقق فيه الأصل.

فينتقل بعد تحقيق الأصل فيه إلى الأهم الثاني ثم الأهم الثالث وهكذا، أما أن يأتي بالنسبة لعموم المسلمين وأن تترك أصول الديانة وأصول العقيدة وأن يترك الدعاة غرس الملة وغرس العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص في النفوس، هذا لاشك أنه تضييع لأهم المهمات التي رشد إليها بل أمرها بها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم معاذا رضى الله عنه حين قال ” إنك تأتي قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله جل جلاله” رواه البخارى، فإن هذا قاعدة عظيمة من القواعد، فإذا انطلقت وأنت في الحج تشهد الناس المنافع في أمور شتى، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة، أوّل ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت، ثم يمشي أربعة، ثم يصلي سجدتين، ثم يطوف بين الصفا والمروة، رواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات