القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مسجد الرفاعى وأسرار وجود صليب وآيات قرآنية بمقبرة زوجة الخديوي إسماعيل

129

كتب/عماد اسحاق

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مسجد الرفاعى و جامع السلطان حسن والجمع بينهما كل يواجه الآخر يعد معجزة معمارية متفردة يحرص على مشاهدتهما كل زائر لمصر وقد إختارت خوشيار هانم موقع الجامع ربما لأنه كان مقابلًا للسلطان حسن أو لأنه كان زاوية للشيخ الرفاعى لا احد يعلم السبب الحقيقي لهذا الاختيار لكن الواقع انها اختارته و اشترت الأرض و المبانى المجاورة له

ويضيف الدكتور ريحان أن خوشيار هانم أوكلت إلى “حسين باشـا فهمي” وكيل الأوقاف آنداك بنـاء مسجد كبير بدلاً من المسجد الصغير ليكون مدفنًا لها ولأسرتها، بالإضافة إلى قبتان للشيخ “علي بن أبي شـباك”، والشيخ “يحيى الأنصاري”، وبدأ “حسين باشـا فهمي” العمل في المسجد، ولكن توقف عام 1885 م بسبب وفاة خوشيار هانم، وقام “هوتس باشا” باستكمال بنائه عام 1905، وتم افتتاح المسجد عام 1330هـ- 1912م. وذلك طبقًا لدراسة أثرية للباحثة نورهان نبيل مصطفى ماجستير فى الآثار الاسلامية

ويلقى الدكتور ريحان الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن تخطيط المسجد وطرازه المعماري، وضخامته يواكب كنائس آيا صوفيا والكاتدرائيات المسيحية في روما؛ والتقسيم الثلاثي الذي طغى على أغلب أجزاء المسجد فنجده في تخطيط بيت الصلاة، والواجهات قسمت كل منها إلى ثلاثة أقسام، وجدار القبلة، وحتى دكة المبلغ حملت على ثلاثة أعمدة، لهو بالطبع انعكاس لفكرة تقسيم البازيلكا الذي بدأ في العمارة الإسلامية منذ العصر الأموي.

ويعتبر المسجد متحفًا مفتوحًا يعكس تاريخ العمارة الإسلامية في مصر، وقد أراد المعماري استعراض مهارته وفنونه فعكس كل العناصر المعمارية والفنية المعروفة في سجل العمارة الإسلامية، مناطق انتقال القباب، المقرنصات البديعة التي تحملها، تيجان الأعمدة الشاهقة، الدخلات والصدور المقرنصة في الواجهة، الأعتاب والعقود المزررة أو المعشقة التي تتخذ أشكالاً وريقات نباتية متداخلة تعلو فتحات الأبواب والمداخل والتي ميزت الفن المملوكي ويعد محرابه الخشبي قطعة فنية تحكي قصة الفن المملوكي بالذوق الفني الخاص بالقرن التاسع عشر، فشكّل من قطع خشبية متناهية الصغر يطلق عليها الفنانون طريقة الحشوات المجمعة كونت أطباقًا نجمية متجاورة شغلت ريشتي المنبر ومقدمته، فطعمت ترساته وكنداته ولوذاته بقطع من العاج والصدف، وكذلك تجد الذوق المملوكي في أسقفة التي قسمت إلى مربوعات وتماسيح وكسيت بطبقة اللازورد الأزرق، فأسقف المسجد يمكنك أن تجد فيها التطور الكبير في ضخامة القبة التي تجدها تقليدًا لقباب آيا صوفيا جنبًا إلى جنب مع الأسقف الخشبية المملوكية.

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن الغرض من تشييد الجامع ليضم مقابر الأسرة العلوية، حيث دفنت به زينب هانم، وتوحيدة هانم، وعلي جمال الدين، وإبراهيم حلمي، والسلطان حسين كامل ابن الخديوي إسماعيل، والملك فؤاد، وكذلك دفنت به خوشيار هانم، وابنها الخديوي إسماعيل، كما دفنت به زوجات الخديوي إسماعيل الأميرة شهرت فزا، والأميرة جنانيار، والأميرة جشم آفت، والأميرة فادية الابنة الصغرى للملك فاروق، وأخيرًاالأميرة فريال أم الملك فؤاد، كما دفن بالمسجد شاه إيران “محمد رضا بهلوي”، زوج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، والملك فاروق أخر ملوك مصر.

ولفت الدكتور ريحان إلى أن قبر جنانيار هانم زوجة الخديوي إسماعيل المصمم على الطراز المسيحي، يعلوه صليب وأسفله آيات قرآنية، ويرجع السبب فى وجود تلك الصلبان إلى أنها مجرد زخارف في نظر الفنان يقسم بها المساحات الهندسية، والتحليل المعماري لأشكال الصلبان الكبيرة التي شكلت على واجهات المسجد الشاهقة الارتفاع، هو طراز معماري للنوافذ القوطية، وهي من الناحية الإنشائية تشير إلى نظرية توزيع الأحمال خاصة مع هذا الارتفاع الشاهق لجدرانه الخارجية، وقد قبلها الذوق المصري خاصة أن لوجود الصلبان في العمارة الإسلامية تاريخ طويل، فنجدها في تيجان الأعمدة في جامع الناصر محمد بالقلعة، وكانت انعكاس لاستخدام مواد بنائية من عمائر قديمة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات